ما قام به المنتخب المغربي بمونديال قطر، لا زال يذهل العالم، ويقدم المزيد من الدروس الأخلاقية للبشرية، خاصة العالم الأوروبي الذي وجد نفسه، بكونه لاشيء أمام ما يحافظ عليه المجتمع المغربي من تلاحم أسري وتمجيد للأم وروابط متينة بين الأبناء والأمهات.
فليس هناك أجمل من الفوز في مباريات كأس العالم، من قبلة أم على جبين إبنها الذي لا زالت تعتبره صغيرا مهما كبر في أعين الغير.. ليس هناك أجمل من رقصة أم مع ابنها ودعوة أم بالنصر لولدها.. ليس هناك أجمل من الصور التي خلدها لاعبوا المنتخب المغربي مع أمهاتهم من المدرجات أو داخل الملاعب.
هي صور عديدة لا يسع مقالنا لذكرها كلها، لكننا سنسلط الضوء على واحدة منها، والتي أثارت إعجاب الاسبانيين، ليجعلوها أحد أكبر جدارياتهم بأهم شوارع برشلونة تحت عنوان “الأمهات المهاجرات”.
فبعكس النمطية التي كانت سائدة في جميع نسخ بطولات كأس العالم، بالتهافت عل صور الحسناوات من النساء، خاصة الشقراوات؛ استأثرت عدسات كاميرات الصحافة الناقلة لأحداث مونديال قطر، بصور أخرى، كل واحدة منها تحمل جمالا متفردا لن توفيه حقه مهما تفننت في وصفه من كلمات، لأن جمال الأم جمال لا يمكن أن يصنف ضمن مقاييس الجمال.
صورة أشرف حكيمي وهو يتلقى على خده قبلة من قبل أمه بالمدرجات، شكلت حدثا استثنائيا بالعالم، وجعلت الكل يختزل كل لحظات الفرح بالفوز والانتصار في ذلك المشهد الذي أسر قلوب جماهير العالم، وجعل من أم حكيمي نجمة المونديال رغم بساطتها.
وقد تلقى نجم المنتخب المغربي أشرف حكيمي قبلة من والدته عقب فوز “أسود الأطلس” على بلجيكا في دور المجموعات بكأس العالم قطر 2022 بهدفين لصفر، وذلك في مشهد ألهم أحد الفنانين الاسبانيين، ليحول هذه القبلة إلى جدارية فنية في إحدى شوارع برشلونة بإسبانيا، وإلى مشهد يتوقف عنده المارة من الاسبان من أجل استلهام المزيد من الدروس حول علاقة الأم وابنها.
وقد نشر فنان الشارع البرازيلي دييغو أوجيدا مارينهو (صاحب الجدارية) على حسابه في إنستغرام، صورة الجدارية معلقا عليها “تفعل الأمهات كل شيء من أجل أطفالهن، ويهربون من سوء معاملة شركائهم ويهربون من بلد، ويعملون مرتين، ويحصلون على القوة من حيث لا يوجد ما يفعلونه لعائلاتهم ما لم تكن لديهم الطاقة للقيام به لأنفسهم”.
وجدير بالذكر، أن أشرف حكيمي، يحمل الجنسية الإسبانية بالولادة والمغربية بالعائلة، حيث سبق وأن أكد في تصريح صحفي، أن عائلته كانت تقطن في منطقة خيتافي بالعاصمة الإسبانية لأب يعمل بائعا متجولا وأم تعمل في تنظيف المنازل.
وما يقوم به حكيمي على أرضية الملاعب، هو معركة يخوضها كل يوم من أجل أن يعوض عائلته عما قامت به من أجل، حيث سبق أن قال في تصريحه: “لقد ضحى والداي بأنفسهما من أجلي، وحرما إخوتي من أشياء كثيرة، لكي أنجح”، وهو ما يجعله يكافح كل يوم من أجل تعويضهما عن ذلك.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...