تزخر منطقة البلد “جدة التاريخية” بتراث إنساني عظيم. قاومت أسوار المدينة العوامل التاريخية بثمانية بوابات عُرفت بقصصها التاريخية، إلى جانب أكثر من 10 بيوت أثرية يُشهد بتصاميمها المميزة وأسماء أسرها العريقة. في جدة تحولت المنازل إلى أثر شاهد على مئات السنين، وآلاف القصص والأحداث الكبرى.
سحر البلد في البلد، أوجدة التاريخية، وحيثما وليت وجهك ستجد الرواشين الخشبية تطل كشاهد معماري أصيل، يتوّج الحياة العصرية التي تعبر تحته. لا يقتصر سحر البلد على مكان دون غيره. هناك ستجد نفسك مشدوها أمام الأبواب الثمانية التي حرست وتحرس حارات جدة، ” باب جديد”، الذي شيد أربعينيات القرن الماضي، هو آخر الأبواب التي بنيت لكن أهمها. وحين تنتهي من جولة على أبواب المدينة سيحملك بيت نصيف، حيث ستقف على أرضية أول نموذج لبيت عربي أنشئ على الطراز الشرقي في مدينة جدة، واستخدم على مر السنين مستقرًا لضيافة الملوك والعلماء، يحوي 40 غرفة بمساحات واسعة وأسقف رفيعة، وتحولت أدواره إلى معارض فنية ومقاهٍ مليئة بالألفة، تستطيع من خلاله الاستمتاع برفقة عائلتك أو أصدقائك بقضاء أمسيات مليئة بالقصص والبهجة المحيطة. ومنه إلى بيت المتبولي، الذي يعود تاريخ تشييده إلى أزيد من أربعة قرون، وغيرها من البيوت الساحرة. في زيارتك إلى جدة التاريخية، سيكون عليك أن تلتقط أنفاسك سريعا، وتسافر من جديد في رحلة للاستمتاع بفن العمارة الاسلامية ابتداء من رباط الخنجي أحد أبرز نماذج العمارة الإسلامية بمنطقة البلد. البيت الذي ظل لأزيد من 200 عام مساحة إنسانية واجتماعية للنساء الطاعنات في السن والوحيدات وعابرات السبيل. يقف هذا المبنى ذو التاريخ الكبير، والذي بناه محمد الخنجي في عام 1813م، وكأنه يلقي أحاديثًا دائمة في حارة الشام داخل منطقة جدة التاريخية. ومنه إلى مسجد الشافعي العتيق المسجل كتراث عالمي في منظمة اليونسكو، زالذي بني في عهد خلافة عمر بن الخطاب، وبلغ عمر أعمدته الرخامية وأحجاره المنقبية نحو 1400 عام، ومئذنته نحو 850 عامًا، إذ إن المساجد قديمًا لم تبنى بمآذن فكانت هذه المئذنة إضافة لاحقة للمسجد، دُرّس فيه المذهب الشافعي وسمي نسبة إليه.
أعرق الأسواق الشعبية
ولأنك في جدة التاريخية، المنطقة التي ضمت أعرق الأسواق الشعبية عبر الأزمنة، وتمثل وجهة مفضلة لمحبي التراث والقطع التذكارية، وللباحثين عن أصحاب الحِرف والصنعة والعروض التي لا يمكن تفويتها. فإنه يستقبلك في منطقة البلد “سوق علوي”، بداخله كل ما يمكن لك السؤال عنه. كما يمكنك زيارة سوق الندى” ال ممتد في منطقة جدة التاريخية بين المباني القديمة وأكشاك الوجبات الخفيفة، يحوي خيارات شاملة وعديدة في صبغة شعبية محلية تجعل زيارتها تجربة مثيرة. وبعد جولتك في هذه الأسواق القريبة، وعلى طريقة أهل جدة، لن تجد أحدًا هنا يتخطى اقتراح “شاورما شاكر” اللذيذة.
كما حاول أن تحجز مقعدين مسبقًا عند مطعم “باعيسى لرأس المندي” ، هذا المطعم الصغير يعد أطباقًا محلية محدودة ويتمركز بأصالة وحنين في وجه جدة الأول.
ولبدء نهارات رائعة، عليك زيارة “فرن الصعيدي”، الذي يفتح أبوابه من الساعة السابعة صباحًا، وهو مخبز امتد عمره لـ 200 عام، وانفرد بألذ مخبوزات مثل “الشريك” و”الفتوت”، ويبعد عنه أقدم فرع لـ”فرن الشيخ” نحو 22 دقيقة، ويصنع خبزًا لطالما اصطفاه رواده منكهًا بالشمر والحبة السوداء، يبلغ عمره نحو 100 عامًا.
رؤية 2030..دعم استثنائي
حظيت مدينة جدة القديمة، بنصيب كبير من اهتمامات وأهداف “رؤية 2030″، وبدعم استثنائي من حكومة خادم الحرمين الشريفين محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، التي سهرت على إصلاح وترميم المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية ثاني المعالم الحضارية السعودية المسجّلة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهو ما يجسد اهتمام “رؤية السعودية 2030” بالثقافة والتاريخ العريق للمملكة .
وتساهم الرؤية الرشيدة لولي العهد محمد بن سلمان آل سعود، من خلال مبادرة “رؤية 2030” ستساهم في المحافظة على الموروث السعودي التراثي الثقافي ليبقى صامدا في وجه العوامل المناخية ، ومحجا للسياح والأجيال الجديدة، كما حولت المنطقة التي كانت مرتعا للعمل الغير نظامي الى وجهة سياحية آمنة ترتقي الى العالمية، كما ستمكن هذه الرؤية الملكية من تشجيع رواد الأعمال السعوديين على البدء بأفكار ابتكارية تجارية تدعم السياحة السعودية التي تعد من أهم أهداف “رؤية 2030”.
ولاتقتصر رؤية السعودية 2030 “، على إعادة تأهيل وترميم المناطق الاثرية والقديمة فقط، بل تسهر بالموازاة مع ذلك على النهوض بالمشاريع التنموية الهادفة إلى تطوير المدن السعودية، ومن بينها الواجهة البحرية لجدة التي تسعى الحكومة الى تحويلها لوجهة سياحية وسكنية وتجارية من خلال تهيئة بيئة جاذبة تسهم في تطوير المحافظة ودعم الطموحات لتصبح جدة مستقبلا ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم.
كما سيعمل المشروع الذي اتى تماشياً مع “رؤية المملكة 2030” لتطوير مواقع جدة السياحية، وفقاً لأعلى المعايير العالمية وتوفير فرص استثمارية تسهم في تنمية القطاع الخاص، والجذب السياحي، وتعزيز تنمية قطاع السياحة والضيافة والترفيه ما سيمكن من جذب السائحين والزوار من مختلف دول العالم.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...