كشف مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن إقليم بني ملال انخرط منذ سنة 1908 في حركة المقاومة والتحرير، وأن ساكنته قدمت تضحيات جليلة تميزت بتفانيها في حركة النضال الوطني والدفاع عن الوحدة والثوابت الدينية للأمة.
وأوضح الكثيري في كلمته خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أمس الخميس ببني ملال، مع أسرة المقاومة، بمناسبة تخليد الذكرى ال 79 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال بشراكة مع ولاية جهة بني ملال خنيفرة، (أوضح) أن سهول وجبال أقاليم بني ملال وأزيلال وخنيفرة كانت مسرحا لعدة معارك منها معركة قصبة الزيدانية الثانية في 10 أبريل 1913، وبني ملال في 11 أبريل 1913، و”العين الزرقاء” على الضفة الشمالية لواد أم الربيع في 26 أبريل 1913، مشيرا إلى أن المعارك توالت على مرتفعات القصيبة وإغرم لعلام بقيادة موحا أوسعيد الويراوي.
وأبرز الكثيري أن قبائل زيان خاضت أيضا معارك كبرى بقيادة موحا أو حمو الزياني منها معركة الهري الخالدة في 13 نونبر 1914، بحيث أن مرتفعات الأطلس المتوسط شهدت أيضا معارك ضارية ضد جيش المستعمر الأجنبي كمعركة سيدي علي بن إبراهيم في 27، 28 و29 أبريل 1913 وبويحيا بآيت امحمد وآيت بوكماز عام 1918.
وأكد الكثيري على أن ساكنة هذه المنطقة تميزت بتضحياتها ونضالها وكفاحها ضد الوجود الأجنبي والاستبداد الاستعماري، وانخرطت بشكل تطوعي ومكثف ضمن خلايا وصفوف المقاومة الوطنية وكذا في جيش التحرير، مشيدا في نفس الوقت بمشاركتها الاستثنائية في ملحمة استكمال الوحدة الترابية للمملكة ومساهمتها الهامة في المسيرة الخضراء.
وأشار الكثيري، إلى أن تنظيم هذا اللقاء التواصلي يندرج في إطار سياسة القرب التي تتبناها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهدف التفاعل بشكل إيجابي مع أسئلة وانتظارات وانشغالات أسرة المقاومة أملا في المساهمة في تحسين الخدمات الاجتماعية لهذه الفئة، مؤكدا على أهمية الحفاظ وتثمين والتعريف بتراث الحركة الوطنية للتحرير الذي يشكل كنزا حقيقيا.
وسجل الكثيري، أنه تم لهذه الغاية إحداث 103 فضاء للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بجميع جهات المملكة، منها 12 بجهة بني ملال خنيفرة، مضيفا أن المندوبية السامية تواصل الجهود والمبادرات من أجل تحسين الأوضاع المالية والاجتماعية لأفراد أسرة المقاومة،
وخلص الكثيري في كلمته إلى أنه سيتم بهذه المناسبة، تكريم سبعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة بني ملال خنيفرة وأنه سيتم تخصيص إعانات مالية لفائدة 24 آخرين.
ويشار إلى أن هذا اللقاء، الذي عرف حضور كل من والي جهة بني ملال خنيفرة، ورئيس مجلس الجهة ، وأعضاء من مجلس الجهة، وعدة فاعلين جمعويين، تميز بتقديم عدة شهادات سلطت الضوء على المعالم البارزة في تاريخ المغرب وملاحم المقاومة الوطنية والتضحيات المبذولة في سبيل تحرير واستقلال الوطن.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...