دعا المشاركون خلال لقاء احتضنته مدينة وجدة نظمته المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية بجهة الشرق، تحت شعار “مكانة الأسرة في السياسات العمومية.. نحو تعزيز أفضل لمقاربة النوع وحماية حقوق الطفل”، (دعوا) إلى العودة لسنة 2000 لمقارنة وضع المرأة آنذاك بوضعها الحالي.
وأكد المشاركون في الوقت ذاته، على حاجة المرأة إلى تمكين سياسي واقتصادي، سيما وأن المرأة القروية تعد أكثر هشاشة من غيرها في باقي مناطق المغرب، مبرزين أن 70 في المائة من النساء القرويات نشيطات في القطاع الفلاحي والزراعي وقطاعات مرتبطة بالمجال القروي، دون أن يمنحهن ذلك استقلالا أو تمكيناً اقتصادياً.
وأشار المتدخلون إلى أن وضعية المرأة عرفت خلال العقدين الأخيرين تطوراً إيجابياً بفضل السياسات المستنيرة لصاحب الجلالة، حيث كانت هناك عدة تحولات جذرية ومهمة، لاسيما من الناحية القانونية، مضيفين أن مدونة الأسرة في صيغتها لسنة 2004، وقانون الجنسية سنة 2007، والدستور الجديد سنة 2011، إلى جانب قوانين أخرى تناهض العنف ضد المرأة، وبرامج لتمكينها في مجالات متعددة.
وشدد المشاركون في هذا اللقاء، على أن جميع هذه البرامج أعطت ثمارها، لكن للأسف لا تزال المرأة المغربية تعيش مشاكل وتواجه صعابا في بعض المناطق، لاسيما القروية منها، سواء فيما يتعلّق بولوجها إلى المدرسة أو التغطية الصحية الكاملة أو المداخيل الاقتصادية.
وأجمع المشاركون في مجمل تدخلاتهم، على أنه لا بد من مواصلة اقتراح سبل النهوض بوضعية المرأة التي يوليها الملك محمد السادس، باعتباره المدافع الأول عنها، اهتماما خاصاً ويؤمن بدورها في تكوين أسر ومجتمع متوازن، معتبرين في هذا الصدد موضوع المرأة “بالغ الأهمية من الناحية الاجتماعية”.
وأورد المشاركون أنه على الرّغم من صعوبة الاشتغال على هذا الموضوع في ظل تعدد الأفكار والمذاهب والمعتقدات، كان المغرب رائداً في إخراج مدونة الأسرة، التي وصفوها بـ”الإنجاز التاريخي الكبير بالنسبة لدولة عربية مسلمة”، بحيث أن هذه المدونة تشمل أمورا لاتوجد في أي دولة عربية أخرى.
ويشار إلى أنه في ختام هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة كل أمينة بنخضراء عضوة المكتب السياسي ورئيسة الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية، وأعضاء المكتب السياسي، محمد أوجار، أنيس بيرو، ومحمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اعتبر الحاضرون هذا اللقاء بمثابة محطة بارزة من المحطات التي تسهر الفيدرالية الوطنية للمرأة التجمعية على تنظيمها، ويشكل فرصة لتجديد التواصل بين أعضاء الحزب في مختلف جهات المملكة، استعدادا للمنتدى الوطني المرتقب أن تحتضنه مدينة مراكش في الرابع من مارس المقبل.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...