رغم تحسن العلاقات المغربية الإسبانية بشكل غير مسبوق، إلا أن الانتخابات العامة التي ستشهدها هذه الدولة الإيبيرية يوم الـ23 يوليوز المقبل، ستكون فاصلة بشأن مستقبل هذه العلاقات. وتتابع الرباط هذه الانتخابات بتوجس كبير، وما سيسفر عنها من نتائج، علما أن قراءات بعض المراقبين تشير إلى احتمالية سقوط حكومة سانشيز وصعود حكومة جديدة بقيادة الحزب الشعبي. وحسب الصحافة الإسبانية، فإن مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية في ضوء هذه المعطيات يبدو ضبابيا. وما يزيد من هذه الضبابية، بعض التصريحات الصادرة عن قادة الحزب الشعبي. وحيال ذلك، أكد اسيتبان غونزاليز بونس، القيادي في الحزب الشعبي الإسباني في رده على سؤال حول ما إذا كانت مدريد في حالة تولي حزبه للحكومة، ستعمل على التراجع عن موقفها من قضية الصحراء المغربية، أن “موقف مدريد يجب أن يكون محايدا في هذه القضية ويدعم المسلسل الأممي لحل النزاع، بدون دعم طرف على حساب آخر”. وشدد القيادي في الحزب الشعبي الإسباني، الذي يشغل كذلك منصب نائب الأمين العام للشؤون المؤسسية والدولية في الحزب، أنه في حالة تولى حزبه الحكومة الإسبانية بعد انتخابات 23 يوليوز المقبل، “سيعمل على إصلاح العلاقات مع الجزائر لكن دون أن يكون لذلك تأثير على العلاقات الأخوية مع المغرب، ويجب إعادة العلاقات التجارية بين البلدين والروابط التاريخية التي تجمعهما”. وفي هذا الصدد، أكد محمد شقير الخبير في العلاقات الدولية، أن الحزب الشعبي الإسباني كان معروفا بتقارب موقفه من الموقف المغربي في قضية الصحراء المغربية مقارنة بالحزب الاشتراكي. وأضاف شقير، في تصريح لموقع ” الأنباء تيفي” أن قضية الصحراء المغربية تعتبر ورقة انتخابية، لكن يبدو أن مستجد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، اجبر حتى الحزب الاشتراكي بزعامة بيدرو سانشير بعد تلكؤ إلى مساندة مقترح الحكم الذاتي الذي يبدو أنه أصبح موقف الدولة إلى جانب أن التعاون مع المغرب أصبح تعاونا استراتيجيا يقوم على مضاعفة التبادل التجاري والاستثماري إلى جانب الترشيح المشترك لمونديال 2030 ومشروع الربط القاري. ويرى شقير أن المنتصر في الاستحقاقات المقبلة مدعو إلى استحضار ما حققته مدريد والرباط مؤخرا في المجال الاقتصادي ومكافحة الإرهاب وتدبير تدفقات الهجرة غير النظامية. واستطرد “سواء كان الحزب الاشتراكي أو الحزب الشعبي منتصرا، لن يتراجع عن هذا الموقف وهو يدرك أنه الوصلة التي يحدد المغرب تعامله مع الشركاء”. وأشار المتحدث إلى أن الموقف من فرنسا أحسن مثال لأي حزب سيسير الشأن الحكومي بإسبانيا. وبالتالي رغم الضغوط الجزائرية فإن موقف الاحزاب الإسبانية قد حسم بشأن قضية الصحراء المغربية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...