احتضن منتزه تامدة بمدينة زاوية الشيخ التابعة لإقليم بني ملال، معرضا تشكيليا شاعريا، احتفاء بالفنانة التشكيلية ربيعة عبدوس بسطت خلاله هذه الأخيرة عددا من لوحاتها الفنية المتنوعة، التي تمجد قيم الوطنية والتراث والطبيعة والوجدان والعادات والتقاليد.
وقد أقيمت هذه الاحتفالية الفنية، بمناسبة عيد العرش المجيد، وتخليدا للذكرى 70 لثورة الملك والعشب، واحتفاء باليوم الوطني للمهاجر، والتي نظمتها جمعية زاوية الشيخ بلا حدود للتنمية، بشراكة مع الجماعة الترابية لمدينة زاوية الشيخ، ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي والفني.
وتم تكريم الفنانة التشكيلية ربيعة عبدوس، في هذا المعرض، الذي تابعه جمهور وازن، مواضيع عدة ارتبطت، بقيم المجتمع المغربي، وبروح الأمومة، فضلا عن قيم العادات التقاليد، والهوية التراثية المغربية والأمازيغية، وسحر التراث الموسيقي الصحراوي الأصيل بزاكورة وغيره.
كما احتفت الفنانة ربيعة عبدوس، في أعمالها أيضا، بالثقافة المطبخية المغربية، من خلال أكلة الكسكس الشهيرة، وشعرية الفروسية وطقوسها، والعديد من الأدوات والاكسسوارات التقليدية، التي تبرز غنى الهوية المغربية.
في لوحات الفنانة، التي رغم هجرتها إلى الديار الإسبانية، لم تتخلى عن سحر الهوية الوطنية، التي ابدعتها بطريقة غاية في الأناقة والجمال، وهو ما أكسب لوحاتها الممتعة، سحرا خاصا يأسر الفؤاد ويخطف الألباب.
وتعتبر لوحات الفنانة ربيعة عبدوس، إبداع يتجدد عبر أشكال عريقة ذات قيمة راقية، حيث تكاد تصغي من خلال ألوانها، لأجراس الخيول المسرجة، وزهو فرسان على صهوات خيول مطهمة بديعة، تكاد أيضا تستنشق رائحة مجامر وبخور وعطور، وتستنير بضوء الله على صوامع شامخة، والله اكبر الله اكبر، إنه إبداع “عبدوسي”، يزهر في ربيع ألوان منمقة، تحاكي قصيدة شعرية بهية مطلعها، تراث وطني حكايا لونية تسردها الجدات للصغار قبل ساعة النوم بقليل، إنه نوع آخر من الفن اللطيف، الذي ينبعث من أحاسيس جياشة، رسمته فنانة موهوبة بالفطرة، حيث حين ترسم، تكتب التاريخ وتؤرخ لقيم المجتمع، وتكرم الذاكرة الثقافية والفنية والانسانية والكونية.
ويشار إلى أن الفنانة التشكيلية ربيعة عبدوس، تعيش بين المغرب وإسبانيا، هي ابنه مدينة زاوية الشيخ، سبق وأن عرضت لوحاتها في العديد من المعارض الفردية والجماعية بكل بني ملال ومراكش والمحمدية، وزاوية الشيخ، وغيرها، كما نظمت معارض أخرى في مدريد وخيرونا بإسبانيا، وهي تجربة حافلة نقلت الى الجمهور الاسباني والأوربي، جانبا من التراث المغربي، وقيم الهوية الوطنية وتاريخها العريق، وهو ما جعلها تلقى اهتماما وتشجيعا لتجربتها الفنية، وتقديرا كبيرا لمسيرتها وتجربتها، التي تسعى من خلالها، إلى ترسيخ روح الحوار والتواصل الفني والثقافي بين المغرب وإسبانيا، وفي ضفتي البحر الأبيض المتوسطي شمال وجنوبا.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...