في الأربعاء الماضي، فتحت قنصلية إسبانيا تواريخ جديدة لأخذ مواعيد لوضع ملف التأشيرة، داعية الراغبين في ذلك إلى ولوج موقعها الرسمي. غير أن هذه المواعيد لم تظهر في الموقع إلا في أقل من أربعة دقائق قبل أن يتم حجب الموقع، بيصير بعدها البحث عن الموعد غير ممكن.
والمثير، أنه رغم أن الأمر لم يدم سوى أقل من 4 دقائق، إلا أن المواعيد التي بحث عنها الجميع تم ملأها ولم تعد متوفرة. بل أصبحت معروضة للبيع. وهو ما يثير الامتعاض والغضب والحيرة لدى الآملين في الحصول على تأشيرة سياحة أو عمل أو دراسة.
ومن الواضح، أن هذا الأمر لم يحصل لأول مرة، وليس فقط إسبانيا، بل مرارا وتكرر، والقنصلية لا تمل من التنبيه إلى السماسرة والنصابين، الذي يعرفون كيف يحصلون على “الرونديفو” ليبيعوه بثمن قد يصل إلى 5000 درهم.
ومع ذلك، وأمام الحاجة والرغبة، لا يتردد كثيرون في شراء الموعد، فالمهم لديهم هو “الفيزا”. وهنا يسقطون ضحايا نصابين ومحتالين غالبا ما تجدهم في مجموعات الفايسبوك والواتساب، يستغلون الباحثين بأي طريقة عن “الرونديفو” في هذه الوسائط الافتراضية.
روبوتات لسرقة المواعيد
يؤكد العارفون بعالم الفيزات، أن هناك طرقا عديدة لأخذ المواعيد في أقل من دقائق، وإن كان عددها كبيرا. حيث يتم فتح عدة حسابات من موقع الشركة المكلفة بالمواعيد في نفس الوقت، ويتم انتظار التوقيت الذي أعلنت فيه القنصلية أن المواعيد ستكون جاهزة. حينها يتم في غضون دقائق “السطو” على كل التواريخ الموجودة.
غير أن آخر ما يمكن تصوره هنا، هو أن هناك قراصنة مُلمين جيدا بما يمكن فعله أشخاصا، يستعملون “روبوتات” تقوم بهذه الفعلة الخبيثة، حيث وفي رمشة عين تحجز كل المواعيد.
ولا يستبعد آخرون أن يكون هناك تواطؤ في الأمر كذلك، من قبل أشخاص يكونون على دراية بالموضوع، فيسارعون قبل وصول تواريخ المواعيد إلى حجزها مسبقا.
نصابون افتراضيون وأموال حقيقية
إذا كان كثيرون يتريثون ولا يملون من معاودة البحث عن “الموعد”، إلا أن آخرين يبحثون عن أي طريقة، تكون بمقابل مادي يُنهي معاناتهم في البحث حتى ولو لم يكونوا يضمنون الحصول على التأشيرة، فالمهم هو الحصول على موعد لوضع ملفاتهم.
في شهادته لـ”الأنباء تيفي”، يحكي شاب كيف صار ضحية نصاب جعله يثق فيه وبأن “الموعد” مضمون. وبعد تحويله مبلغ 2000 درهم للشخص الذي لا يتواصل معه إلا في الفيسبوك، لم يعد يجد له أثرا، فقد اختفى حسابه ورقمه الهاتفي نهائيا.
يقول أن عملية بحثه عن “الرونديفو”، انتهت بتعارفه على شخص يعرض في الفايسبوك موعدا للبيع، حيث تواصل معه بعد تردد، وبعد محادثات طويلة قرر أن يُرسل إلى ذلك الشخص نسخا من بطاقته الوطنية وجواز سفره لكي يُعد ملفه.
وبعد مرور أسبوع، طلب منه النصاب 1000 درهم كتسبيق، لكي يغطي بها بعض “المصاريف”. وبعد أيام طلب البقية لأن الموعد أصبح “جاهزا” ولم يتبق سوى إرساله له. أرسل له ما طلب ومنذ ذلك الحين لا موعد جاء ولا أموال عادت إليه ولا طريقة للتواصل به.
تلك قصة هذا الشاب، والتي تشبه قصص شباب بالعشرات، حيث حكى أن صديقا له وصل مع نصاب إلى مرحلة متقدمة من الثقة العمياء، حيث أرسل له النصاب نسخة من موعده الذي يريد، يحمل كل معطياته، لذلك لم يساوره الشك وأرسل إليه 3000 درهم لكي يُرسل إليه النسخة الورقية.
لما أرسل المبلغ، بدأ النصاب في التماطل وإعطاء الأعذار، ولمّ شكّ الشاب به طلب منه أن يعيد إليه أمواله، لكنه رفض، ولم يعد يرد على اتصالاته.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...