شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء سجالا حادا بين السفيرين المغربي والجزائر وبعد أن ألقى السفير المغربي عمر هلال كلمة خلال المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، طلب السفير الجزائري عمار بن جامع حق الرد، محاولا الدفع ببراءة جبهة البوليساريو من الإرهاب، قبل أن يقدم تعازي بلاده للمغرب بضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة قبل ثلاثة أسابيع. وبدوره طلب السفير المغربي حق الرد على ما أدلى به نظيره الجزائري، قائلا “لا يمكن للمرء أن يذرف دموع التماسيح ويهاجم في الوقت نفسه بلدا لا يزال يعيش مأساة”. وأضاف “أنتم تعبرون عن تضامنكم ودعمكم، لكنكم في نفس الوقت تدسون سمكم، وتهينون الموتى، وتهينون المغاربة”. وشد د السفير المغربي على أن “مبادرة الحكم الذاتي في إطار سيادة المغرب ووحدة أراضيه تظل السبيل الوحيد لطي صفحة هذا الصراع الإقليمي المفتعل”. وأك د هلال أن “المغرب موجود في صحرائه وسيبقى كذلك إلى انقضاء الدهر”. وشدد على أن مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية، تظل “الحل الوحيد والأوحد” للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية. وأبرز السيد هلال، في كلمة ألقاها باسم المغرب، خلال النقاش العام للدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحظى بدعم أكثر من مائة دولة من كل جهات العالم، كما افتتحت قرابة 30 دولة ومنظمة إقليمية قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مؤكدة بذلك دعمها التام لمغربية الصحراء. وأشار، من جانب آخر، إلى أن المملكة تظل متشبثة بحل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، مما سيمكن من تعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية. وسجل السفير أن المغرب يواصل دعمه لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، الهادفة إلى إعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة، بالصيغة ذاتها والمشاركين أنفسهم، وخاصة الجزائر، الطرف الأساسي في النزاع، وذلك طبقا للقرار 2654 لمجلس الأمن، مجددا التأكيد على أن الحل النهائي لهذا النزاع الإقليمي لن يكون إلا سياسيا وواقعيا وعمليا، ومبنيا على التوافق. وتطرق إلى الدينامية السوسيو-اقتصادية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، موضحا أنه تم، وفي إطار النموذج الجديد لتنمية هذه الأقاليم الذي رصدت له المملكة المغربية ميزانية فاقت إلى حدود اليوم 10 ملايير دولار وتم إنجازه بنسبة 81 في المائة، إطلاق عدة مشاريع للتنمية السوسيو-اقتصادية، جعلتها قطبا جهويا للمبادلات التجارية بين إفريقيا وبقية دول العالم. ولاحظ السيد هلال أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، عاين شخصيا هذه الإنجازات خلال زيارته لمدينتي العيون والداخلة في الصحراء المغربية في بداية هذا الشهر.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...