كان يعتقد أن لا أحد رآه، أو شعر به، تبرع بما وجده متوفرا لديه من أجل مساندة ضحايا الزلزال، وانصرف من مكان جمع التبرعات بكل هدوء.
بجلبابه الصيفي وبدراجته الهوائية، ونصف كيس دقيق، بات أحد سكان مدينة مراكش، أحد أشهر رجالات مدينة 7 رجال، بعد أن التقطت عدسات الكاميرا تحركه في اللحظات الأولى التي تم الإعلان فيها عن جمع التبرعات لمساندة إخواننا الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز في الثامن من شهر شتنبر المنصرم.
بضع ثوان من شريط فيديو يوثق للحظة ذهاب هذا الرجل على متن دراجته الهوائية، جعلته يدخل قلوب جميع المغاربة، وحديث كل مواقع التواصل الاجتماعي، بل انبهر العالم كله من تصرفه هذا الذي قام به في زمن بات فيه التصدق فرصة لصنع البوز وكسب الملايين بعد مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد هذه الثواني، دقت العديد من المنابر الإعلامية باب صاحب الدراجة، من أجل التقرب منه أكثر، إلا أنه رفض فتح بابه لها، وفضل أن يبقى خلف الستار، وأن تبقى الصدقة التي قدمها لمساندة ضحايا الزلزال بينه وبين خالقه، رغم أن العالم كله علم بها، وأثرت فيه، رغم حجمها الصغير أمام المساعدات التي تلقاها المتضررون، لكنها كانت كبيرة عند العالم.
وأمام بساطة هذا الرجل وحجم ما فعله بعد اللحظات الأولى من الزلزال، قرر كل من والي جهة مراكش أسفي ورئيس مجلس الجهة، تكريم هذا صاحب الدراجة، أمام الملئ وبشكل رسمي، كمواطن مراكشي جعل الكل يتباهي بروح تضامنه وتضامن جميع المغاربة الذين أبهروا العالم وجعلوا ضحايا الزلزال في غنى عن أي مساعدات خارجية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...