هل أصبحت "قمة النقب 2" في المغرب مهددة بالتأجيل؟

بدأت، اليوم الأربعاء بالقاهرة، أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية ، برئاسة المغرب، لبحث سبل التحرك السياسي على المستوى العربي والدولي لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية ووقف استهداف المدنيين.

ويأتي انعقاد هذا الاجتماع الذي يترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، ناصر بوريطة، بطلب من فلسطين وكذا من المملكة المغربية، التي تتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية والتي بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس دعت إلى عقد هذا الاجتماع.

وسيبحث الاجتماع الوزاري العربي التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي ووقف تدهور الأوضاع في قطاع غزة وإيقاف التصعيد الخطير الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.

في نفس الإطار بات السؤال، هل أصبحت “قمة النقب 2″ التي كان من المزمع عقدها بالمغرب مهددة بالتأجيل، مطروحا بالنظر إلى التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.

وألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن؛ زيارته إلى السعودية والمغرب وفق ما أوردته وكالة ” أسوشيتد برس”.، لكنه بالمقابل الأردن وإسرائيل خلال جولة شرق أوسطية تبدأ الأربعاء وتنتهي الجمعة، وفق ما أعلنت وزارته الثلاثاء.

وأعلنت الوزارة بداية أن بلينكن سيتوجه الخميس إلى إسرائيل في “زيارة تضامنية” بعد الهجمات المباغتة التي أطلقتها حماس ضد الدولة العبرية، قبل أن تشير إلى أن الجولة ستشمل أيضا الأردن.

وكان الغرض من هذه الزيارة التحضير لعقد قمة النقب الثانية بين إسرائيل وأربع دول عربية أخرى وقعت معها اتفاقيات التطبيع.

وحيال ذلك أكد حسن بلوان، أستاذ باحث في العلاقات الدولية، أن قمة النقب الثانية التي من المفترض أن تقام في المغرب تأجلت مرات عديدة. مشيراً إلى أن شروط تأجيلها لازالت قائمة، وتعمقت أكثر مع الحرب الدائرة الآن في غزة.

وأردف بلوان في تصريح خص به موقع “الأنباء تيفي”، “بعد أن تضع الحرب أوزارها سيقتنع الجميع بأن الحوار والمفاوضات وتطبيع العلاقات هو السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط لضمان الحقوق الفلسطينية.

وأضاف “بانخراط دول عربية جديدة ووازنة في اتفاقات أبراهام مثل السعودية، والتحاق الأردن والسلطة الفلسطينية بمنتدى النقب، ستنجح قمة النقب الثانية في المغرب بشكل أكثر من مواعيدها السابقة رغم أنها ستتأخر بعض الوقت انتظارا لنهاية الحرب وتسوية الأوضاع في الأراضي الفلسطينية”.

وفي سياق آخر، أكد الخبير السياسي أنه لا يمكن الجزم بتأثر العلاقات المغربية الاسرائيلية المنتعشة بما يجري من مواجهات دامية بين حماس واسرائيل.

وأضاف بلوان أن العلاقات المزدهرة بين البلدين ستعرف تأجيل بعض الأجندات الطفيفة لانشغال الطرف الاسرائيلي بما يجري على الأرض. وكذلك انشغال الطرف المغربي بالبحث عن سبل وآليات تهدئة الأوضاع وإحلال السلام.

وشدد المتحدث، على أنه لا يمكن أن تتأثر العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لمجموعة من الاعتبارات.

وفي هذا الصدد، يعتقد الخبير السياسي أن استئناف العلاقات بين المغرب واسرائيل خيار استراتيجي للطرفين، وقد لعب فيه اليهود المغاربة (داخل اسرائيل وعبر العالم) دورا أساسيا ومحوريا لما عرف عنهم من تشبت بالمملكة المغربية ورموزها ومقدساتها.

وأضاف أن الاتفاق بين المغرب وإسرائيل تم برعاية وضمانة الجانب الأمريكي، وهنا نتحدث عن اتفاق ثلاثي (مغربي إسرائيلي أمريكي).

ورأى بلوان أن المغرب استطاع منذ البداية ان يتبنى مقاربة متوازنة تتيح تطوير وتعزيز العلاقات الشاملة مع الجانب الإسرائيلي، وفي نفس الوقت الدفاع على حقوق الشعب الفلسطيني.

وفي ذات السياق، أكد محمد شقير الخبير في العلاقات الدولية، أن المغرب متريث في عدم الرفع من المستوى التمثيلي لإسرائيل بالمغرب مشيرا الى ان الاجتماع الثاني لمنتدى النقب المقرر عقده بالمغرب والذي سبق أن تم تأجيله عدة مرات ويمكن ان تقلل تداعيات هذه الحرب على التقليص من عدد الزيارات الرسمية بين البلدين.

وشدد شقير في تصريح لموقع ” الأنباء تيفي”, أن هذه الحرب لن تؤثر بشكل لافت على الاتفاق الابراهيمي الذي يؤطر العلاقات الخارجية بين المغرب وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل والتي امتدت لتشكل التعاون في عدة مجالات عسكرية واقتصادية واجتماعية.

ويرى شقير أن العلاقات الخارجية بين دول الاتفاق الثلاثي، ستتقوى خاصة بعد الاعتراف الاسرائيلي بمغربية الصحراء وبعد اقتناء المغرب التكنولوجية عسكرية متطورة في الدفاع عن موقعه كقوة إقليمية في منطقة شمال افريقيا وكذا في مواجهة أي تسلل لقوات البوليساريو على طول الجدار العازل بالإضافة إلى الخبرة الإسرائيلية التي سيستثمرها في صناعة طائرات الدرون.

وأكد المتحدث، أن المغرب متشبث بثوابت القضية الفلسطينية وترأسه للجنة القدس وكذا دعمه لعدم تهويد مدينة القدس قد دفعت المغرب الى انتقاد سياسة الانتهاكات الإسرائيلية واصدار بلاغ يدعو الى توقيف القتال والدعوة إلى انعقاد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية يوم الاربعاء المقبل لتدارس تداعيات الحرب الدائرة بغزة.