تابعونا على:
شريط الأخبار
بوتين يعلن عزمه على الترشح لولاية جديدة في 2024 هل انتهت فعلا متاعب موسكو الاقتصادية بعد نحو عامين على بدء غزو أوكرانيا؟ الرجاء يصرف 5 منح لتحفيز اللاعبين وزارة بنموسى تمدد الترشيح لمباريات التدريس أسعار الدواجن تواصل الارتفاع ومهنيان يوضحان… صديقي: بفضل”أليوتيس” استثمر المغرب بشكل كبير في البحث في مجال الصيد البحري الطير يجر 3 أندية للجنة النزاعات مع العودة من العطلة..الأساتذة يخططون لشل المدارس الرجاء يصعق نهضة الزمامرة ويتقاسم صدارة الدوري مع الجيش أخنوش يستقبل المكتب المسير لحسنية أكادير لبحث أزمة النادي الإعفاء من ذعائر التأخير ووصوائر تحصيل الديون..محور لقاء لصندوق الضمان الاجتماعي بالرباط فرار نجل الرئيس الصومالي بعد تسببه بحادث سير مميت في تركيا الوداد يلجأ إلى الطاس ضد والتر بواليا تأخر إحداث نواة جامعية بالخميسات يجر ميراوي للمساءلة بعد مواجهة الشابة التي اتهمته بالاعتداء عليها..إنريكي يضع ثقته في حكيمي هيئة سوق الرساميل تغرم شركات وتحيل أخرى على القضاء طبيب الوداد: العملود لن يلعب ضد اتحاد تواركة تارودانت.. تعبئة متواصلة لإصلاح الطرق المتضررة من زلزال الحوز مراكش ورزازات: العمراني يظفر برئاسة نقابة المحامين لولاية ثانية فيينا.. انتخاب المغرب مقررا للدورة 33 للجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية

كتاب و رأي

عبد العالي بن مبارك بطل

هذا الوقت سوف يمر

27 أكتوبر 2023 - 10:03

هذا الوقت سوف يمر هي عبارة وشعار وحكمة عظيمة قد تعلمنا قوة الثبات والراحة عندما ندرك معناها الحقيقي، فالفكرة الأساسية هي أنه بغض النظر عما تمر به، فهو مؤقت وفي النهاية سيمضي ويزول، وذلك لأن كل تجاربنا مؤقتة، وأن لا شيء يبدو أنه سيبقى أو يدوم إلى الأبد.
كما أنها درس من الدروس الصريحة لتعليم الثبات، وقصة هذه المقولة تعود لروايتين الأولى: لوزير هندي، حيث تحكي القصة عن ملكا طلب من وزيره الحكيم صنع خاتم له وكتابة عبارة تكون محزنة إذا نظر إليها وهو سعيد، وأن تكون أيضا مفرحة إذا نظر إليها وهو حزين، فقام الوزير بصنع الخاتم وكتب عليه هذا الوقت سوف يمرسيمضي، ومن هنا جاءت هذه المقولة المؤثرة.
كما أن هناك قصة ثانية تعود لملك فارسي حسب البعض، وحسب البعض الاخر فإنها تعود للملك والنبي سليمان، حيث يحكى  ذات يوم قرر الملك أن يطلب من شعرائه الصوفيين المتمكنين وهما فريد الدين العطار وجلال الدين الرومي وأبو المجد سنائي وهناك من يقول بنياهو بن يهوياداع عند الملك سليمان، فأخبرهم أن يحضروا له خاتما معينا خلال ستة أشهر له قوى سحرية به كلمة دقيقة ومتناسبة مع جميع الأوقات وفي جميع المواقف  حيث إذا نظر إليه شخص سعيد فإنه يصبح حزينًا، وإذا نظر إليه شخص حزين فإنه يصبح سعيدًا، مع العلم بأن الملك ونظرا لحكمته الربانية يعلم بأنه لا يوجد هذا الخاتم في العالم، لكنه أراد من ذلك أن يقيس فكرهم وخبرتهم. فمر الربيع ثم الصيف، لم يكن لديهم أي فكرة عن مكان العثور على الخاتم، ولكن في الليلة التي سبقت الموعد المحدد، قرروا أن يتجولوا في أحد أفقر أحياء المدينة، فشهدوا تاجر بيع التحف النادرة فسـألوه، هل سمعت عن خاتم سحري به كلمة تجعل من يرتديه السعيد ينسى فرحته، وأيضا ينسى مرتديه المكسور أحزانه؟
فجلب الرجل خاتمًا ذهبيًا عاديًا نقش عليه عبارة ما، وعندما قرأوها ظهرت على محياهم ابتسامة عريضة، وفي تلك الليلة المحددة قال الملك: حسنًا يا أصدقاء، هل وجدتم ما أرسلتكم له؟ فضحك جميع من كان حاضرا بمجلس الملك ربما استهزاء بهم، وفي دهشة من الحضور، حمل الاشخاص المكلفين بالبحث عن الخاتم المصنوع من الذهب وقالوا للملك: “ها هو !  وبمجرد أن قرأ الملك النقش، اختفت الابتسامة عن وجهه، حيث كتب الصائغ ثلاثة أحرف على الشريط الذهبي للخاتم وهما، gimel ، zayin ، yud ، والتي كونت جملة مفادها  Cela aussi passera بمعنى هذا أيضًا سوف يمر ، في تلك اللحظة أدرك الملك أن كل حكمته وثروته وقوته كانت مجرد أشياء عابرة.
فمن منا يا إخوان قد ينكر بأن الوقت سوف يمر بسرعة عندما نعيش أوقاتا سعيدة؟ وماذا لو أن شخص يعيش حالة حزن بسبب فقد أو فراق، أو قلق، بالتأكيد سيمر الوقت بالنسبة له ببطء شديد؟ ومن منا لا يرى بأن الوقت غير عادل في حياتنا، فهو يُسرع عندما نشتهيه أن يُبطئ، ويُبطئ عندما نريده أن يمر سريعا؟، ومن منا لا يصف الوقت بأنه ظالم؟، كلها تساؤلات سبق وأن طرحناها في اذهاننا وتفكيرنا، ولكن في الحقيقة السبب ليس في الوقت، بل في طبيعتنا النفسية البشرية، فهي بفطرتها تجعل الأمور تسير بهذا الشكل، ربما هي حكمة ربانية تجعلنا لا نسترسل كثيرا في مشاعرنا السعيدة أو الحزينة، وحتى نفكر بطريقة
أكثر تمهلا عندما يحتاج الأمر لهذا.
لأن من رحمة الله تعالى على عباده أن ينسى لكي يستطيع التعايش مع الكثير من الأزمات والمواقف الصعبة التي يمر بها في الحياة، ولكن ينفي الله تعالى عن ذاته صفة النسيان: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) مريم 64.
حقيقة أن هذا الوقت سيمضي، وكذا جميع أوقاتنا المقبلة، حتى هذه الدقائق هي ماضية أيضا، ستمضي كما مضى الذي من قبلها وكما ستمضي التي تعقبها، ففي عزّ أزماتنا كأزمة فيروس كورونا ومشاكلها كان وقتها لا يسعنا غير الأمل بأنها ستمضي، لكي نخطو نحو مستقبل أفضل. كما أن هناك فكرة أخرى علينا جميعا أن نتعلمها وهي أن الحياة لا تؤتمن دواهيها، فكم من مسؤول أزيلت سلطته ما بين ليلة وضحاها بعد أن كانت المؤسسة وعمالها رهن إشارته، فكم من مباني شيدت بكد اليد وعرق الجبين وسهر الليالي وعمل العمال ثم أتى بعد ذلك ضرف طارئ كارثي فأزال ما كان يتوقع أهلها أنها لن تزول، وأصبحت تلك
الأماكن منسية وكأنها لم تكن كزلزال الحوز واكادير مثلا، وكم من المشاكل والصراعات والحروب التي شُنت كالحربين العالميتين الأولى والثانية؟ وكم من اللحظات السعيدة التي عيشت وتنعم أصحابها خلالها بالفرح كإنجازات المغرب بطولة كأس العالم بقطر الذي عشناه؟ وكم من اللحظات المُرة والسعيدة التي جرت مع كل أولئك الذين عاشوا قبلنا؟ أين هي كل تلك الحوادث بما حملت من تفاصيل؟ لذا اعلم أن الحياة مراحل تتوالى، ولا بد لمرحلة ما من المراحل أن تنتهي يوما، سينقضي وقتها وتنتهي صلاحيتها.
فالسعادة والحزن أوقات وستمر، لا نستطيع إيقافها أو تغييرها وكل ما علينا فعله أن نتعامل معها بحكمه، فلا تغرنا الأوقات السعيدة فنطمئن لها ونظن أنها مستمرة، ولا الأوقات الحزينة فنظنها دائمة، لكل منهما وقت وسيذهب، فلماذا نعيش دائماً في أحد الأوقات متناسين الوقت القادم؟ على الرغم من أن الله تعالى بشرنا بأن القادم سوف يكون أفضل، وأختم قولي بأن يجعل الله عاقبتنا في الدنيا خير من أولها مصدقا لقوله تعالى وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى.

الرباط27/10/2023م عبد العالي بن مبارك بطل

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

“البام” يكثف تحضيراته لمؤتمره الخامس بعقد اجتماعات جهوية

للمزيد من التفاصيل...

أخنوش يتعهد بجعل جهة كلميم واد نون منطقة جذب للاستثمارات

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

بوتين يعلن عزمه على الترشح لولاية جديدة في 2024

للمزيد من التفاصيل...

هل انتهت فعلا متاعب موسكو الاقتصادية بعد نحو عامين على بدء غزو أوكرانيا؟

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

الإعفاء من ذعائر التأخير ووصوائر تحصيل الديون..محور لقاء لصندوق الضمان الاجتماعي بالرباط

للمزيد من التفاصيل...

مزور يشرع في جولة إطلاق استراتيجية صناعية جديدة

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

75 عاما على اعتماد الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

للمزيد من التفاصيل...

الشيخوخة بين القلق والرعاية والرفاه

للمزيد من التفاصيل...

الدراوي ينقد الوداد في مباراته أمام سيمبا

للمزيد من التفاصيل...

وزارة بنموسى تمدد الترشيح لمباريات التدريس

للمزيد من التفاصيل...

أسعار الدواجن تواصل الارتفاع ومهنيان يوضحان…

للمزيد من التفاصيل...

مع العودة من العطلة..الأساتذة يخططون لشل المدارس

للمزيد من التفاصيل...

بوانو يعلق على خفض الضريبة على الخمور

للمزيد من التفاصيل...

الرجاء يصعق نهضة الزمامرة ويتقاسم صدارة الدوري مع الجيش

للمزيد من التفاصيل...