أعادت التطورات الأخيرة لاعتقال البرلماني ورئيس مجلس عمالة الدار البيضاء سعيد الناصيري إلى جانب عبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق، سيناريو أحداث إحدى أكبر عمليات تهريب المخدرات بالمغرب، بعد إفشال تهريب 40 طن من الحشيش في طريق الجديدة، في عام 2015 من طرف المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وتبين فيما بعد أن سعيد الناصيري، الذي كان يتمتع بنفوذ قوي لقيادته أحد أكبر الأندية الرياضية على المستوى الوطني والإفريقي، وتشعباته السياسية، يعد المنسق الفعلي للعملية التي كان يراهن عليها زميله في الحزب وقائد العملية عبد النبي بعيوي، من أجل إرضاء العقل المدبر وصاحب المشروع الضخم بارون المخدرات المالي المعروف بـ”إسكوبار الصحراء”.
إسكوبار الصحراء، الذي كان قد سلم بعيوي مجموعة شاحنات جلبها من الصين، ولم يتمكن من إنجاز تصاريح لها، لم يكن يعلم أن هذه الثلاث شاحنات سيستغلها بعيوي في العملية الضخمة، التي جرى التحضير لها من كل الجوانب بإشراف فعلي من الناصيري، حيث تم وضع صفائح ترقيم مزورة، وتقدمت أمامها سيارة رباعية الدفع لتأمين الطريق، وفعلا نجحت العملية التي انطلقت من الناظور في الوصول إلى مشارف مدينة الجديدة، قبل أن يكتشف أمرها.
ورغم المبلغ المالي الهائل الذي خصص لسعيد الناصيري لتأمين إنجاح العملية عبر وسائله الخاصة، والتي حضي خلالها بثقة إسكوبار الصحراء وبعيوي، فإنه طمع في تزويد أرباحه من العملية، ومن أجل ذلك اقتنى قرابة 2 طن من الحشيش لحسابة الخاص، حيث وضع عشرات أطنان من الشيرا داخل الشاحنات الثلاثة، وهو إجراء اتخذه دون علم صاحب العملية عبد النبي بعيوي.
من سوء حظ الناصيري أن رجال الراحل عبد الحق الخيام سينجحون في وضع أيديهم على الشحنة في عملية نوعية. حدث ذلك في دجنبر 2015، حيث تمكن رجال الأمن من توقيف 9 أشخاص ينشطون ضمن شبكة منظمة للاتجار الدولي في المخدرات، وذلك على مستوى باحة الاستراحة البئر الجديد على الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء والجديدة.
العملية النوعية، وحسب البلاغ الذي أصدرته وزارة الداخلية آنذاك، أكد أنه بعد استغلال معلومات دقيقة وبعد عمليات تتبع ومراقبة، تم التمكن من حجز كمية مهمة من مخدر الشيرا تزن 40 طنا، كانت محملة على متن ثلاث شاحنات من الحجم الكبير ومبالغ مالية ولوحات معدنية مزورة وهواتف محمولة ومجموعة من شرائح الهاتف غير المستعملة.
ولضمان مرور هذه الشحنة المعدة للتهريب عبر الطرق الوطنية، استعمل أفراد العصابة سيارة رباعية الدفع كانت تتقدم القافلة من أجل التتبع والمراقبة والخفر بالإضافة إلى تغيير اللوحات المعدنية للمركبات.
وبعد انكشاف العملية، سارع سعيد الناصيري إلى إبلاغ محمد بن إبراهيم المالي (إسكوبار الصحراء) الذي كان يقضي عقوبة سجنية بموريتانيا، وأخبره بالمستجدات، مما دفع الأخير إلى الاتصال بالسائق التركي للباخرة التي كان من المفروض أن تقل شحنة الحشيش ويطلب منه مغادرة المياه الإقليمية المغربية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...