ورقة أخرى تسقط من شجرة الفن المغربي، بعد سنوات من العطاء والكد في ساحة فنية تنكرت له مبكرا ولم تنصفه رغم ريادته في المسرح والسينما والتلفزيون، مغربيا وعربيا.
بنعبد الله الجندي، سليل عائلة آل الجندي الفنية، غادر إلى دار البقاء يوم أمس الثلاثاء، وذلك بعد دخوله مؤخرا في أزمة صحية لم ينفع معها العلاج.
وقد ترك بنعبد الله الجندي الذي توفي بمدينة الرباط، ذاكرة فنية غنية من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والإذاعية.
وفي هذا الصدد، قال الممثل والمخرج المسرحي والسيناريست عمر الجدلي، على أن الساحة الفنية المغربية فقدت اليوم هرما كبيرا، سليل أسرة فنية عريقة، حيث يتعلق الأمر بعمه محمد حسن الجندي رحمه الله، وأبناء عمه أنور الجندي رحمه الله وحسن الجندي، وهي أسرة فنانة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
وأضاف الجدلي في تصريح لموقع الأنباء تيفي، أنه وجميع المغاربة تعرفوا على بنعبد الله الجندي، لأول مرة سنة 1986 من خلال مسلسل “أولاد الحلال” الذي شارك فيه أيضا حسن الجندي، مشيرا إلى أنه كان مسلسلا مميزا بفعل اللكنة المراكشية التي كانت طاغية عليه، وذلك بفضل مشاركة عدد من الفنانين المراكشيين به.
واعتبر عمر الجدلي، أنه منذ هذا الدور الجميل للفنان بنعبد الله الجندي، بدأ نجمه يسطع بشكل كبير على مستوى التلفزيون المغربي وفوق خشبة المسرح على وجه الخصوص. مشيرا إلى أن بنعبد الله كان معروفا بخصاله الحميدة وبكبريائه الكبير، وأن هذا كان سببا في غيابه خلال السنوات الأخيرة عن الشاشة المغربية.
وفي هذا الصدد، يقول المتحدث في ذات التصريح، أن المرحوم وبفعل كبريائه هذا، لم يكن يتملق لأحد ولا يطلب فرص العمل من أي أحد، حيث كان يعتكف في عزلته وينتظر من يقدر موهبته وعطاءه.
ونوه الجدلي بقدرات بنعبد الله الجندي سواء مسرحيا أو تلفزيونيا، حيث قال على أنه كان فارسا قويا على خشبة المسرح وكان مبدعا وراء شاشات التلفزيون.
ورغم ذلك، تأسف المخرج المسرحي من الغياب الأخير للجندي عن شاشات التلفزيون: حيث قال: “نتأسف من كون الفنانين الحقيقيين الكبار لم يأخذوا حقهم في الساحة الفنية، خاصة على مستوى التلفزيون، وأتحدث هنا بنوع من الحرقة، بعد أن ضاعت التلفزة المغربية في بنعبد الله، لأنه فنان كبير يمتلك قدرات هائلة، لكن للأسف شركات تنفيذ الإنتاج بالتلفزة المغربية لم توفيه حقه ولم تقدر قيمته الحقيقة”.
ومن جهة ثانية، يرى الجدلي، أن “بنعبد الله الجندي مثل مدينة مراكش خير تمثيل في مختلف المحافل الفنية”، مشيرا إلى أنه “كلما ذكرت أسماء آل الجندي، ومنهم بنعبد الله، إلا وتشعر مراكش كلها والمراكشيين جميعهم بالفخر، وأن مدينتهم قد أنجبت هذه الأسرة الفنية وهؤلاء الفنانين من هذه الطينة القيمة”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...