بعد الضجة التي أثارها عبد الاله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في مهرجان خطابي بالدار البيضاء، حول مدونة الأسرة، والتهديد، بتنظيم مسيرة مليونية، حيث اعتبر أن المذكرة التي قدمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة “تتعارض مع المرجعية الإسلامية ودستور البلاد”.
اعتبرت أوساط سياسية وحقوقية، أن بنكيران يستغل ملف مدونة الأسرة ك” ورقة” للعودة إلى الواجهة من جديد، بعد أن تراجعت شعبية حزبه وخسر مقاعد في الانتخابات الأخيرة، وواجه انشقاقات وتجميدا لنشاط بعض قياداته وأعضائه داخل الحزب.
وبرأي مراقبين فإن تصريحات بنكيران تدخل في إطار المزايدات الشعبوية، التي يسعى من خلالها إلى البحث عن وسيلة للرجوع إلى دائرة الضوء من جديد، بعد الانتكاسات الانتخابية التي مُني بها حزبه.
وفي هذا الصدد قال محمد شقير، دكتور وباحث في العلوم السياسية، إن حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إلى المرجعية الدينية، كان قد عارض خطة العمل الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، التي طرحها الوزير السابق سعيد السعدي (التقدم والاشتراكية)، في عهد حكومة اليوسفي في بداية الألفية.
وأضاف شقير، في تصريح أدلى به لموقع ” الأنباء تيفي”,أن خرجة بن كيران، الأمين العام للحزب، لا تخرج عن السياق الفكري والسياسي الذي يتبناه الحزب، لكنها تأتي في ظل ضعف الحزب سياسيا بعد الهزيمة الانتخابية التي تلقاها في الانتخابات الأخيرة، والتي أدت إلى تجميد نشاط بعض قيادته وأعضائه داخل الحزب، بسبب عدم توافقهم مع إعادة انتخاب بن كيران لرئاسة الحزب.
وشدد شقير على أن بنكيران “يدرك بأنه لن يستطيع القيام بمسيرة مليونية والحشد لها”، مبينا أن “الظروف الراهنة أضحت تختلف بشكل كلي عن الظروف التي كان فيها حزب بنكيران في المعارضة”.
وأوضح أنه “عندما تواجد العدالة والتنمية في صفوف المعارضة قبل مشاركته في الحكومة كان هناك استقطاب أيديولوجي بسبب قوة الإسلام السياسي آنذاك”، مشيرا إلى أن تصريح بنكيران “يدخل ضمن خرجاته الشعبوية لا أقل ولا أكثر”.
وأكد شقير أن خرجة بنكيران هي محاولة منه لتقوية موقعه داخل الحزب، والحفاظ على تماسكه الداخلي، وفي نفس الوقت استعادة تعاطف بعض الفئات المحافظة التي ابتعدت عن الحزب، بعد تراجعه عن تحقيق بعض مطالبه، وتورطه في التوقيع على اتفاقية مع إسرائيل، التي تشن حربا على قطاع غزة، وترتكب جرائم ضد السكان المدنيين.
أما الهدف الثالث من هذه الخرجة، يضيف شقير فهو كسر التنسيق بين حزب التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نظرا لأن ذلك قد يضعف دوره داخل المعارضة، ويقوي من تموقع ادريس لشكر، خصمه اللدود، سيما وأن أفكاره معارضة لبعض تعديلات المدونة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...