قالت النائبة البرلمانية مريم وحساة، على أن انتقاد فريق التقدم والاشتراكية لحصيلة الحكومة في مجال التشغيل والاستثمار، ليس “كلاما نخترعه، بل إنه تقييم موضوعي بالدليل والبرهان”.
وأضافت النائبة، اليوم الإثنين 10 يونيو 2024 خلال الجلسة الأسئلة الشهرية للأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة الموجهة إلى رئيس الحكومة، حول موضوع: تحفيز الاستثمار ودينامية التشغيل، على أن هذا الانتقاد نابع من عدم التزام الحكومة بالوعود التي قدمتها في هذا الصدد، وذلك بعد أن تعهدت بخلق مليون منصب شغل، في حين أن اقتصادنا الوطني في عهد الحكومة الحالية، فقد حوالي ما بين 261 ألف و435 ألف منصب شغل، حسب ال HCP.
وإلى جانب ذلك، أشارت النائبة إلى تراجع الاستثمار الأجنبي المباشِر بـ 53 في المائة سنة 2023، وكذا إفلاس أزيد من 27 ألف مقاولة، مقابل بلوغ البطالة معدلاً قياسيا هو 13.7 في المائة إجمالا، و36 في المائة في أوساط الشباب، وقَفز عدد الشباب الذين يُوجدون خارج فضاءات الشغل والتكوين والتعليم إلى 4.3 مليون شاباًّ، وانخفاض معدلُ مشاركة النساء في سوق الشغل إلى 18.3 في المائة.
واستنكرت المتحدثة ذاتها، مبررات الحكومة لهذا الوضع المقلق بالجفاف وحده، مشيرة إلى أنه نفس الوضع الذي عانت منه كل الحكوماتِ الأخيرة، مضيفة أن “نجاعة أيِّ سياسة فلاحية تُقاسُ بمدى ضمانها لصُمود العالَم القروي في مثل هذه الفترات الصعبة”، ومشددة على أن الاختيارات الفلاحية الحالية لم تنجح سوى في الجانب التصديري لفائدة كبار الفلاحين على حساب تنمية العالم القروي وصغار الفلاحين والعمَّال الزراعيين المستضعفين. كما أنها لم تنجح في تحقيق السيادة الغذائية”.
كما أفادت النائبة البرلمانية، أن الحكومة التزمت بتحقيق نسبة نمو 4 في المائة، لكنها لم تحقق سوى ما بين 1 في المائة، و3 في المائة.
وأضافت، أن الحكومة لا يمكن أن تنكر عجزها عن تحقيق التقدم في جعل الاستثمار الخصوصي يشكلُ ثُلُثَي الاستثمار الإجمالي الوطني. مؤكدة على أنها لم تلتزم ببلورة التعاقد الوطني حول الاستثمار.
وزادت قائلة:”أما المشاريعُ التي تُصادِقُ عليها لجنةُ الاستثمارات، فإنَّ الحكومة لا تقول لنا هل فعلاً تُنجَز كُلّها، أم أن الأمر يتعلق فقط بهاجس l’effet d’ annonce، دون أن نغفل مسألة ضعف مردودية هذه المشاريع المعلنة من حيث التشغيل”.
من جهة أخرى، انتقدت النائبة البرلمانية لجوء الحكومة إلى مكاتبِ دراسات لمعالجة ملف البطالة، وقالت في هذا الصدد: “هو أمر مُحير، ويَدُلُّ على ضُعفِ المقاربات السياسية”.
وفي انتقادها للبرامج الحكومية، أبرزت عضو الفريق النيابي لحزب التقدم والاشتراكية، أنه تم الاعتماد على برامج هشة كأوراش، وأخرى محدودة الأثر، حيث خلقت الحكومة انتظارات عريضة لدى عشرات الآلاف من الشباب، ثم أحبـطـتهم، بدليل أنه في برنامج فرصة: من أصل 302 ألف طلب، لم تتمكن الحكومة في سنتيْن من تمويل سوى 21 ألف و213 مشروع، بنسبة استجابة أقل من 7%، أما الباقي، أي 93%، فقد تجاهلَتهُم الحكومةُ تماماً، للأسف الشديد”.
هذا، واعتبرت المتحدثة ذاتها أن هذا “الإصلاح لا يجب أن يقتصر على الجوانب التشريعية والتنظيمية فقط، بقدر ما ينبغي أن ينصب حول تجويد الممارسات الفعلية في الميدان، بما يجعل للمستثمرين وحاملي المشاريع مُخاطَباً مؤسساتيا قويا وناجعاً وموحداً؛ مع معالجة إشكاليات العقار الذي بدونه لا يستقيمُ أي استثمار؛ ومعالجة إشكالية تعدد المتدخلين في ملفات الاستثمار؛ دون إغفال ضرورة تجويد التعامل الإداري والقضائي مع تظلمات ونزاعات الاستثمار. فالمقاولةُ اليوم لا تــــئِـــنُّ فقط من الظرفية الاقتصادية بل أيضاً من التعقيدات الإدارية، وتُعاني كثيراً في الحصول على التراخيص المختلفة. فأين هو دعمُ الحكومة للمقاولة من أجل تحفيزها على الاستثمار !؟”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...