ما يضفي على الموقف الفرنسي الأخير من قضية الوحدة الترابية للمغرب، طابع التميز كونه صادر عن بلد ملم بكل الخلفيات والملابسات التاريخية للصراع المفتعل حول مغربية الصحراء، الذي هو نتاج مخططات المرحلة الاستعمارية التي ولت بدون رجعة. كما أن هذا الموقف الذي عبر عنه الرئيس ماكرون في رسالة موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش المجيد، يؤكد تزايد الدعم الدولي للمخطط الواقعي والعقلاني للحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007، وبالتالي فإن هذا الموقف الفرنسي سيكون له ثقل في الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل. ففرنسا هي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي كما هي الولايات المتحدة التي أعلنت عن دعهما الصريح لمغربية الصحراء. اليوم بهذا المكسب الدبلوماسي الجديد من دولة مؤثرة كفرنسا، يؤكد المغرب صواب منهجيته في الدفاع عن قضيته الوطنية الأولى، وهي المنهجية المبنية على لغة الإقناع والحكمة والتبصر والوضوح والصدقية. ومن المؤكد أيضا، وبدون شك، أن الموقف الفرنسي تعبير واع عن إدراك عميق بأن تحديات اليوم والغد تتطلب تغليب المصالح المشتركة لبلدان المنطقة شمالا وجنوبا على أساس الندية ومنطق رابح رابح، والقطع النهائي مع مخلفات ورواسب فترة الحرب الباردة، التي كانت كلفتها غالية على حساب الزمن التنموي.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...