المتابع لحوار السيد البشير الراشدي رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها مع الصديق الصحفي يونس مسكين على منصة صوت المغرب سيلمس أن الرجل يشعر بإحباط وقلق كبيرين وسط رياح عاتية تحاصره من كل زاوية ،جندي تائه في فيافي الصحراء دون بوصلة وهو مجرد من أي سلاح وقد نال منه العطش والتعب كثيرا ،ينظر إليه الصحفي يونس مسكين بحسرة وكأنه يردد بداخله “يحسن عوانك ” يحدث هذا لأن مركب الفساد وزواج السلطة بالمال استغل واستفاد من كل الظروف والشروط وتغول كثيرا حتى أصبح مخيفا ،ويشعر الآن اكثر مما مضى بأنه في وضع مريح جدا وسدد مبكرا ضرباته القاتلة لمؤسسات الحكامة وضمنها هيئة محاربة الرشوة وأدخلها للعناية المركزة ،حتى ان الناطق الرسمي للحكومة قد وجد نفسه وقد فُكَّت عقدة لسانه يلقي خطابا لنعيها وإلقاء الشتيمة على من يظن أنه بإمكانه أن يقدم لمركب الفساد والريع ولو مجرد نصيحة لوجه الله فما بالك بأن يتجرأ لخوض معركة مكافحة الفساد ! سأل الصحفي يونس مسكين السيد البشير الراشدي حول عدد الملفات الكبيرة التي عالجتها الهيئة فأجابه السيد الرئيس :ملف واحد واجهنا فيه عرقلة وقمنا بإحالته على النيابة العامة لأن القانون يعاقب من يعرقل أبحاث مأموري الهيئة!
الحقيقة الثابتة اليوم هي أن الحيثان المستفيدة من واقع الفساد والرشوة والريع ونهب الأموال العمومية والإثراء غير المشروع قد تحولت إلى غول كبير وشبكات معقدة من المصالح ولايمكنها ان تسمح لهيئة دستورية قُرِّرَ لها أن تكون ضعيفة بتفكيك هذه المصالح الأخطبوطية! إن القبول باستمرار تغول هذه الشبكات والمافيات على الدولة والمجتمع يشكل خطرا حقيقيا على الأمن والإستقرار ،والأخطر هو ترك هذه المافيات تُنَكِّل بالمؤسسات وتحولها إلى أدوات صورية لتلميع الواجهة دون أن يكون لها أثر على شيوع الفساد والإفلات من العقاب ،وهو سعي يوقظ كل الأحقاد ويفتح الأبواب مشرعة على المجهول ،فحذاري من الإستهانة بالأمر !
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...