ألقى الملك محمد السادس خطابا هاما خلال القمة العربية التي تنعقد اليوم السبت في العاصمة العراقية بغداد، خطابا دعا فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتفعيل خطة متكاملة لإعادة إعمار القطاع، مؤكدًا على ضرورة حماية الشعب الفلسطيني ودعم صموده.
ووجه الملك محمد السادس في مستهل كلمته الشكر إلى الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد والشعب العراقي على استضافة القمة في “أجواء من التآخي والتوافق”، كما أشاد بالجهود التي بذلها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال ترؤسه للقمة السابقة.
وأكد العاهل المغربي أن “الوضع المأساوي الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية يطرح تساؤلات جدية حول المعايير الإنسانية التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع معاناة الفلسطينيين”، مشددا على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون العزّل في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ودعا الملك إلى اتخاذ خمس خطوات رئيسية لاحتواء الأزمة، أبرزها الوقف الفوري للعمليات العسكرية، العودة إلى طاولة المفاوضات، ضمان استمرار المساعدات الإنسانية، دعم وكالة “الأونروا”، وإطلاق خطة إعادة إعمار غزة بإشراف عربي ودولي.
كما جدد العاهل المغربي التزام المملكة المغربية، في إطار رئاستها للجنة القدس، بالدفاع عن مدينة القدس الشريف، مؤكدا استمرار دعم وكالة بيت مال القدس في مشاريعها الميدانية لتحسين ظروف المقدسيين والحفاظ على الهوية الحضارية للمدينة.
وعلى الصعيد العربي، شدد الملك محمد السادس على أهمية احترام سيادة الدول العربية ووحدتها، داعيًا إلى الكفّ عن التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض احتضان حركات انفصالية. كما عبّر عن أسفه لعدم تفعيل اتحاد المغرب العربي، رغم ما تزخر به المنطقة من إمكانات اقتصادية هائلة.
وفي سياق التحديات الاقتصادية، أشار الملك إلى أن المنطقة العربية سجلت نموا لا يتجاوز 1.9% عام 2024، داعيًا إلى استثمار أكبر في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وإقامة شراكات اقتصادية قوية تعزز التنمية والرفاه.
أما بخصوص الأزمات الإقليمية، فأكد الملك استمرار المغرب في دعم جهود الحل السلمي في ليبيا وسوريا واليمن والسودان ولبنان، مشيرًا إلى أن المملكة قررت إعادة فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من عقد على إغلاقها، دعمًا لمسار الحوار السوري وتعزيزًا للعلاقات الثنائية.
واختتم الملك محمد السادس ، كلمته بالتأكيد على استعداد المملكة الكاملة للانخراط في أي مسعى عربي مشترك يُفضي إلى تحقيق الاستقرار، والتقدم، والازدهار لشعوب المنطقة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...