يبدو واضحا، أن الإعلام الإسباني لم يستسغ كيف تجرأ التلفزيون الجزائري الرسمي، وبث ادعاءات واضحة ومضللة، حول نفق زعم أنه تم اكتشافه بين المغرب والجزائر، في حين أن الحقيقة هي أن الصور والفيديو الذي بثه يعود إلى النفق المكتشف في مدينة سبتة المحتلة وتم تصوريه من قبل الحرس المدني الإسباني.
وقلت صحفية “إلفارو دي ثوتا”، إن قناة التلفزيون العمومي الجزائري أثارت موجة من الجدل بعد بثها تقريرا زعمت فيه اكتشاف نفق سري لتهريب المخدرات بين المغرب والجزائر، مستخدمة مشاهد مسجلة من قبل الحرس المدني الإسباني.
القناة الجزائرية، تقول الصحيفة، عرضت الفيديو دون “لوغو” الحرس المدني، ما تسبب في تضليل واضح للمشاهدين، حيث قدّمت للمشاهد على أنها توثق عملية تفتيش نفق على الحدود الجزائرية المغربية.
لكن الحقيقة، أن الفيديو يوثّق النفق المكتشف تحت المنطقة الصناعية في معبر “تاراخال” بمدينة سبتة.
وقالت الصحيفة، إن مذيعة القناة الجزائرية استندت إلى ما سمّته “مصادر موثوقة”، وأن النفق يمتد من الأراضي المغربية إلى منطقة باب العسة بولاية تلمسان، ويُستخدم من قبل شبكات تهريب منظمة لنقل “الكيف المعالج” ومواد سامة، مدعية أنه جزء من “حرب مخدرات” تقودها الرباط لزعزعة استقرار الجزائر.
المثير للسخرية، تقول الصحيفة، أن الصور المرافقة للتقرير أظهرت عناصر من الحرس المدني الإسباني داخل النفق، في مشاهد واضحة تعود إلى العملية الأمنية الإسبانية التي أُعلن عنها رسميا في فبراير الماضي، والتي أدت إلى اعتقال عدد من المتورطين، بينهم نائب برلماني وضباط أمن.
من جانبه، ذكرت صحيفة “ثوتا ثيوداد” إن ردود فعل قوية جاءت من الإعلام المغربي، حيث اعتبر محللون وصحف كبرى أن التقرير ليس سوى “خطوة دعائية مفضوحة” تهدف إلى تأجيج التوتر بين الجزائر والمغرب، عبر تلفيق محتوى إعلامي وتضليل الجمهور.
وعلّق الصحفي الجزائري المعارض وليد كبير، عبر منصة “إكس”، منتقدا استغلال الإعلام الرسمي لأشرطة فيديو إسبانية وتقديمها على أنها توثق أنشطة على الحدود الجزائرية.
ونقلت قوله “حين تستبدل الاحترافية بالدعاية، نحصل على مثل هذا التلفيق”، متسائلا ما إذا كان الأمر ناجما عن جهل مهني أم استخفاف متعمد بعقول المتلقين.
وقالت الصحيفة إن مثل هذه الفضائح في الدول الديمقراطية تؤدي إلى تحقيقات أو استقالات.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...