طلبت شركة Xlinks 1 Limited البريطانية، المطورة لمشروع الربط الكهربائي بين المغرب والمملكة المتحدة، تعليقا مؤقتا لمسار الترخيص القانوني المتعلق بالمشروع، ابتداء من 15 ماي 2025، وذلك في خطوة وصفتها بـ”الاستراتيجية والمؤقتة”، في انتظار صدور قرار حكومي بخصوص آلية عقد الفروقات (CfD) التي من شأنها تحديد تسعيرة بيع الكهرباء المنتجة.
وجاء هذا التعليق في رسالة رسمية وجهتها الشركة إلى هيئة التخطيط في المملكة المتحدة، موضحة أن الإجراء لا يعني إلغاء المشروع أو التراجع عنه، بل يهدف إلى ضمان شفافية ومهنية أكبر في مرحلة التقييم، وتوفير الوقت اللازم لإجراء مشاورات إضافية أو تحديث وثائق المشروع إذا دعت الحاجة.
وأكدت الشركة، أن هذا التوقف المؤقت، الذي يندرج ضمن ظروف خارجة عن إرادتها وإرادة الهيئة، سيمكن من تسريع وتيرة المعالجة فور صدور القرار المرتقب بشأن CfD، مما سيساعد في تعزيز فرص نجاح المشروع، الذي يتوقع أن يساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف بريطانيا المتعلقة بالحياد الكربوني وتعزيز أمنها الطاقي.
ويعتبر مشروع Xlinks Morocco–UK Power Project من أضخم المبادرات الطاقية على المستوى الدولي، إذ يسعى إلى نقل حوالي 3.6 غيغاواط من الكهرباء النظيفة المنتجة من الطاقة الشمسية والرياح والتخزين في المغرب إلى المملكة المتحدة، عبر كابل بحري بطول يتراوح بين 3800 و4000 كيلومتر، وبكلفة قد تصل إلى 24 مليار جنيه إسترليني.
ورغم تصنيفه كمشروع ذي أهمية وطنية في بريطانيا منذ سنة 2023، أثارت تأخيرات الحكومة البريطانية في الحسم بشأن تسعيرة البيع قلق المستثمرين، ودفعت الشركة إلى التلميح سابقا إلى إمكانية نقل المشروع إلى وجهة أخرى.
وتزامن هذا التوقف مع بروز منافس جديد على الساحة، حيث يتعلق الأمر بمشروع ضخم أعلن عنه الملياردير الأسترالي أندرو فورست، مؤسس مجموعة فورتيسكيو، لنقل الكهرباء من شمال إفريقيا إلى أوروبا، دون الحاجة إلى دعم حكومي. المشروع يسعى لإنتاج 100 غيغاواط من الطاقة الشمسية ونقل 500 تيراواط/ساعة سنويا، ما يعادل استهلاك ألمانيا، مع التركيز على استخدام الهيدروجين والتخزين لتوفير طاقة مستقرة.
وبخلاف Xlinks، يعتمد مشروع فورست على نموذج تمويلي ذاتي، مطالباً فقط بالتزام بشراء الكهرباء بأسعار السوق، وقد بدأ فعلا في وضع أسس صناعية له في المغرب، من خلال اتفاق مع شركة بلجيكية لدراسة بناء مصانع كابلات بحرية.
ويعكس التنافس بين هذه المشاريع الطاقية الضخمة الأهمية المتزايدة للمغرب كمركز إقليمي للطاقة المتجددة، في ظل الإمكانيات الشمسية والريحية الهائلة التي تزخر بها البلاد، والدور المحوري الذي باتت تلعبه في التحولات الطاقية العالمية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...