تصاعدت التوترات في منطقة الشرق الأوسط بشكل حاد وسط تقارير عن استعداد إسرائيل لشن هجوم عسكري وشيك على إيران، في خطوة تهدد بنسف المساعي الدبلوماسية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المتعثر بين طهران وواشنطن.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، أن إسرائيل أرسلت إشارات تفيد بأنها على أهبة الاستعداد لتنفيذ ضربة عسكرية ضد منشآت نووية إيرانية، في تطور وصفته الصحيفة بأنه “قد يؤدي إلى تأجيج الصراع في الشرق الأوسط وتعطيل الجهود الدبلوماسية الأمريكية”.
وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن واشنطن وضعت قواعدها العسكرية وسفاراتها في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي رد إيراني محتمل، خاصة في العراق، حيث حذرت السفارة الأمريكية في بغداد المواطنين من السفر إلى البلاد، في ظل ما وصفته بـ”احتمال حدوث اضطرابات”.
من جهتها، ردت إيران بقوة على هذه التحذيرات، معتبرة أنها جزء من “حرب نفسية” تهدف للتأثير على مفاوضاتها النووية، ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني رفيع أن “أي عمل عسكري ضد إيران، سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، ستكون له عواقب وخيمة”، مشدداً على أن “التهديد العسكري كان ولا يزال جزءاً من تكتيكات التفاوض الأمريكية”.
وفي موقف تصعيدي، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، أن “إيران جاهزة ومستعدة لمواجهة أي حروب على أي مستويات”، محذراً من أن “أي خطأ من قبل الصهاينة سيجعلهم عبرة للتاريخ”، مضيفاً أن “المقاومة في المنطقة ستزداد قوة كلما تم استهدافها”.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية رفضها لقرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اتهم طهران بعدم الامتثال لالتزاماتها، ووصفت القرار بأنه “سياسي ولا يستند إلى أسس فنية”، وأكدت أن إيران بدأت بالفعل تشغيل مركز تخصيب جديد لليورانيوم، واستبدلت أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول بأجهزة متطورة من الجيل السادس.
إلى ذلك، حذر مسؤولون إيرانيون من أن طهران وضعت خطة رد فوري تتضمن إطلاق مئات الصواريخ الباليستية على أهداف داخل إسرائيل، في حال وقوع أي هجوم, وأفادت مصادر مطلعة بأن مسؤولين عسكريين إيرانيين عقدوا اجتماعات رفيعة المستوى خلال الساعات الماضية لتحديد طبيعة الرد.
وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعراب عن تشاؤمه من مسار المفاوضات النووية، قائلاً: “لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، في إشارة إلى احتمال تزايد الدعم الضمني لأي خطوة إسرائيلية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...