الدار البيضاء تواصل الحرب على "الكاريانات" بإزالة حي تاريخي

تخوض مدينة الدار البيضاء سباقا ضد الزمن لإنهاء معضلة السكن غير اللائق، في إطار برنامج “مدن بدون صفيح”، حيث وضعت خطة تهدف إلى إعلان المدينة خالية من دور الصفيح بحلول سنة 2027، مع أفق أوسع لإعادة تأهيل المناطق المحررة في أفق 2030.

وفي هذا الصدد، رُصد غلاف مالي يفوق 15.6 مليار درهم لتشييد 62 ألف وحدة سكنية تستهدف إعادة إيواء الأسر القاطنة بدور الصفيح، خصوصا في مناطق الحي الحسني وسيدي مومن وليساسفة. كما تم توقيع أكثر من 60 اتفاقية مع شركات عقارية لتأمين هذه الوحدات في آجال معقولة وبمواصفات تحفظ كرامة الساكنة.

ورغم هذه الجهود، لا تزال التحديات قائمة، إذ تشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من 120 ألف أسرة لا تزال في وضعية سكن هش، 63% منها توجد داخل العاصمة الاقتصادية.

في هذا الصدد، كشف كريم الكلايبي، النائب الأول لرئيس مقاطعة عين السبع، عن عملية واسعة لهدم واحد من أقدم دور الصفيح بدار البيضاء في مقاطعة عين السبع المعروف بـ”دوار بويه”.

ويمثل هذا الحدث، كما قال كلايبي، نقطة تحول فارقة في حياة سكان هذا الحي العريق.

وأشار، في معلومات أمد موقع “الأنباء تيفي” بها، إلى أنه دوار بويه يتميز بموقعه المتميز وشهد على مراحل تاريخية من تطور مدينة الدار البيضاء، وكان شاهدا على كفاح وصبر لا يضاهى لسكان أظهروا إرادة قوية في مواجهة الظروف الصعبة.

وأكد أن عملية هدم دور الصفيح هذه ليست مجرد هدم لبيوت، بل هي هدم لرمز من رموز المعاناة، وإزالة لعائق من عوائق التنمية. “إنها بداية لعصر جديد من الكرامة والعيش الكريم لسكان دوار بويه”، يقول.

وأشاد بالجهود المبذولة من طرف عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، في شخص عامل العمالة، كل الفرق التي ساهمت في إنجاح هذه العملية.

وناشد جميع مكونات مقاطعة عين السبع، وجماعة الدار البيضاء، بمواكبة هذا الحدث التاريخي، والسهر على توفير الدعم اللازم لسكان دوار بويه خلال هذه المرحلة الانتقالية.