احتفلت مؤسسة عبد القادر بنصالح والمدرسة المركزية للدار البيضاء، مؤخرا، بتخرج أول دفعة من شهادة إدارة الابتكار الجماعي (CMIS)، الذي تم إطلاقه في نونبر 2023.
ويستهدف هذا التكوين الرائد، الذي يستعد للتحول إلى ماستر متخصص ابتداء من السنة الدراسية 2025/2026، الفاعلين في التنمية الاجتماعية، ويشكل خطوة نوعية نحو تعزيز الاحترافية في مجال الابتكار الاجتماعي بالمغرب وبالدول الناطقة بالفرنسية.
ويقول أيمن شراكي، المسؤول عن البرنامج الأكاديمي بمؤسسة عبد القادر بنصالح إن “النسخة الأولى من البرنامج سمحت بتأهيل 17 إطار مهني، قام كل منهم بتطوير مشروع ريادي مبتكر اجتماعيا داخل منظمته، مع متابعة شخصية مقدمة من خبراء متخصصين. وقد اجتاز الخريجون برنامجا تدريبيا متكاملا مكونا من 15 وحدة تدريبية، تغطي جميع المهارات الأساسية اللازمة لإطلاق مشاريع ذات أثر اجتماعي ملموس”.
ويضيف بأن: “هذه الدفعة الافتتاحية تعتبر نجاحا حقيقيا وتضع أسسا راسخة لجيل جديد من القادة الملتزمين بالابتكار الاجتماعي. وتعكس هذه المجموعة الطموح المشترك لبناء منظومة حيوية ومستدامة تدعم التنمية الاجتماعية في المغرب والدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية”.
ومن جهته، صرح السيد ناصف حميمدة، مدير التعليم التنفيذي والابتكار البيداغوجي بالمدرسة المركزية للدار البيضاء بأننا “سعداء لرؤية النتائج الملموسة الأولى لهذا البرنامج الطموح، الذي يجمع بين الدقة الأكاديمية والالتزام الاجتماعي. ويعكس تحويل الشهادة إلى ماستر متخصص إرادتنا المشتركة في تمكين رواد الابتكار الاجتماعي من خلال تقديم تدريب مكثف ومصمم خصيصا لتحقيق تأثير فعال”.
وتؤكد مؤسسة عبد القادر بنصالح والمدرسة المركزية للدار البيضاء من جديد التزامهما بدعم رفع كفاءة الفاعلين الميدانيين، وتحفيز ظهور الحلول المبتكرة، وترسيخ الابتكار الاجتماعي بشكل دائم في مشهد التنمية بالمغرب وإفريقيا.
وفي ظل سياق تتطلب فيه القضايا الاجتماعية والبيئية حلولا أكثر ابتكارا وشمولية، يعتبر هذا الماستر المتخصص في إدارة الابتكار الاجتماعي أداة قوية لتحويل الممارسات، وتعزيز الأثر، وتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتعتمد هذه المنهجية التعليمية التفاعلية والمتعددة التخصصات على نهج “التفكير التصميمي” بهدف تمكين المشاركين من اكتساب المهارات الوظيفية والسلوكية التي تؤهلهم لتصميم وإدارة وتقييم مشاريع معقدة ذات تأثير اجتماعي كبير. ويركز البرنامج على الملاحظة والتجريب والبناء التشاركي والذكاء الجماعي لإيجاد مناهج جديدة ومستدامة تتناسب مع واقع الميدان.
وبهذا، يأتي نجاح الدفعة الأولى وتحويل الشهادة إلى ماجستير متخصص امتدادا لشراكة قوية ومستدامة بين مؤسسة عبد القادر بنصالح والمدرسة المركزية للدار البيضاء. إذ، ومنذ وقت طويل، يلتزم الشريكان بدعم الابتكار الاجتماعي والتنمية المستدامة، حيث يجمعان منذ سنوات خبرة أكاديمية متينة مع معرفة ميدانية لتعزيز قدرات الفاعلين في مجال التغيير.
وتجدر الإشارة إلى أن المدرسة المركزية للدار البيضاء، هي ثمرة شراكة بين دولتين، تم توقيعها بحضور صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئاسة الجمهورية الفرنسية في أبريل 2013. وتعتمد حكامة المدرسة على نظام مبتكر، يُدار من طرف مؤسسة خاصة تم إنشاؤها لهذا الغرض، ويُشرف عليه مجلس إدارة يضم شخصيات مستقلة، وممثلين عن “سانترال سوبليك” ومجموعة المدارس المركزية، إلى جانب ممثلين عن الوزارات المغربية الوصية، وهي: وزارة الصناعة والتجارة، وزارة الاقتصاد والمالية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
أما مؤسسة عبد القادر، منذ تأسيسها سنة 2000، تلتزم بدعم الفئات الأكثر هشاشة، من خلال مبادرات اجتماعية ومجتمعية.
ومنذ سنة 2018، ومن أجل تعزيز أثر التزامها، اختارت المؤسسة توجيه جهودها نحو الابتكار الاجتماعي، بهدف بناء شبكة قوية تضم فاعلي المنظومة، والعمل سويًا على تطوير حلول أكثر نجاعة واستدامة، تُحدث تأثيرًا ملموسًا على المستفيدين.
وتسعى المؤسسة، من خلال برامجها المختلفة، إلى جعل الابتكار الاجتماعي في صلب تنمية شاملة وعادلة. ومن خلال مختلف أنشطتها، تدعم المؤسسة وتسلّط الضوء على الأشخاص والحلول التي تُحدث أثرًا اجتماعيًا حقيقيًا ومستدامًا لفائدة المجتمعات والمجالات الترابية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...