اعتبر الباحث والمحلل السياسي هشام معتضد، في تصريح لـموقع “الأنباء تيفي”، أن الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك اليوم الجمعة بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية من السنة التشريعية الأخيرة من الولاية التشريعية الحالية، أمام البرلمان يشكل وثيقة استراتيجية تؤسس لمرحلة جديدة في مسار الدولة المغربية، تتجاوز منطق الإصلاحات القطاعية نحو رؤية شمولية لـ”التنمية المُمأسسة”.
وأوضح معتضد، أن دعوة الملك إلى “روح الجدية” لا تقتصر على الانضباط الإداري، بل تعكس فلسفة حكم تُحوّل المسؤولية من موقع الامتياز إلى موقع الخدمة، بما يرسخ مبدأ النجاعة كجوهر للممارسة السياسية.
كما أبرز أن إشارة الملك إلى “تأطير المواطنين” تعبّر عن تحول في الشرعية التواصلية للدولة، حيث باتت ملزمة بشرح قراراتها وإشراك المواطن رمزيا ومعنويا في صناعة القرار العمومي، انسجاما مع متطلبات العصر الرقمي.
وفي ما يتعلق بالتنافس السياسي، شدد معتضد على أن الخطاب الملكي أعاد تحديد قواعد اللعبة، مؤكداً أن التحدي ليس في البرامج بل في جودة التنفيذ، مما يجعل البرلمان فضاءً للتقاطع الاستراتيجي لا للتنافر والمزايدات.
وأضاف، أن تركيز الخطاب على “جيل جديد من مشاريع التنمية الترابية” يندرج ضمن فلسفة الجهوية المتقدمة، في إطار رؤية “المغرب الصاعد”، حيث تصبح العدالة المجالية عنصراً من عناصر الأمن الوطني، لا مجرد مطلب اجتماعي.
واعتبر أن الملكية انتقلت من دور الموجه العام إلى دور الضابط الديناميكي للمسار التنموي، من خلال التركيز على تسريع الأداء، وتوفير فرص الشغل، والارتقاء بالتعليم والصحة، والعناية بالمناطق الهشة.
وختم معتضد تصريحه، بالقول: “إن الخطاب الملكي أعاد تعريف مفهوم ‘الجدية الوطنية’ باعتباره رابطا عضويا بين السيادة والتنمية والالتزام، مؤكداً أن الملك يوجّه نداءً إلى مختلف مؤسسات الدولة للعمل بعقل استراتيجي وروح مستقبلية، بما يجعل المغرب ينتقل من مرحلة ‘الممكن’ إلى مرحلة ‘الواجب'”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232