لم يكتب للقاء تواصلي لوزير الطاقة والمعادن في الحكومة المغربية، بمدينة ليل الفرنسية، أن يصل إلى نهايته العادية المبرمجة، بعد أن تحولت القاعة التي احتضنته عشية اليوم الأحد، إلى فضاء احتجاجي، امتزجت فيه الشعارات بأصوات الاستنكار من جهة وأصوات المنظمين المطالبة بالانضباط والهدوء من جهة ثانية. اللقاء منذ بدايته انطلق في أجواء مشحونة بعد أن حج عدد من النشطاء الريفيين إلى القاعة، للاحتجاج في حضرة الوزير على الأوضاع التي تعيشها منطقة الريف ومعتقلي الحراك، ورغم أن الوزير الرباح حاول بلغة دبلوماسية امتصاص غضب النشطاء وإنجاح اللقاء، عبر طمأنتهم بأنه سيستمع إلى كلماتهم وسيجيب عنها، إلا أن ذلك لم يقنع النشطاء الذين تدخلوا في أكثر من مرة لمقاطعة كلمة الوزير وهو يتحدث عن واقع رهانات التنمية بالمغرب، متهمين إياه بتمرير المغالطات لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
واستمر الأخذ والرد بين وزير الطاقة والمعادن ونشطاء الريف بفرنسا، إلى حين بلوغ اللقاء إلى فقرة المناقشة حيث وزعت الكلمات على الحضور الذين تدخلوا أمام الرباح مستعرضين جملة من المشاكل والتساؤلات التي انصبت مجملها حول قضية معتقلي حراك الريف، وفي خضم توزيع الكلمات على الحاضرين انتفض مجموعة من النشطاء على منظمي اللقاء ومعهم الوزير الرباح متهمين إياهم بإقصائهم ومحاولة التهرب من الاستماع لتدخلاتهم حول قضية حراك الريف.
احتجاج النشطاء حوّل القاعة إلى منصة احتجاج وصراخ لم يتأت معها للمنظمين ضبط الأمور وإعادتها إلى مجراها ليضطر الوزير الرباح المغادرة، وسط اتهامات وتوبيخات وشعارات رفعت في وجهه وهو ينسحب من القاعة دون أن يُنهي لقاءه، وسط أجواء مشحونة كادت أن تخرج عن السيطرة بسبب مناوشات بين المنظمين والنشطاء المحتجين.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...