أن تجد نفسك وسط بحر متلاطم من البشر ،ليس بالأمر المثير ،أن تتقاذفك الأمواج البشرية من جهة لأخرى ،يمكنك تحمل هذا ،لكن أن تحمل كاميرا وتحاول نقل الأحداث ، هذا هو الجزء الصعب في المهمة.لكن عندما تدرك أن هذا السيل البشري جاء لنصرة القضية الفلسطينية فأنت من المحضوضين طبعا.
تجمهر الآلاف من المغاربة بساحة باب الأحد بالرباط ،رافضين لصفقة القرن ،نساء ، رجال ،أطفال ،الكل متوشح بعلم فلسطين. غير انه استوقفني ذاك الشيخ ذو القبعة البيضاء و الشماغ الفلسطيني أصيل ،والقميص الأسود الحامل لصورة تشيكسفارا ، رمز المقاومة طبعا ،مستندا على عكاز حديدي ،جوارب زرقاء بالية ،ونعل لم استطع أن أميز لونه أو نوعه.
عند اقترابي منه لأخذ صورة له ،فهده اللقطات نادرة ولا يجب أن تترك سدا ،لم يتوقف عن ترديد بعض الكلمات التي كان من الصعب علي تمييزها وسط هتافات الجماهير ،اقتربت اكتر فاكتر لأميز كلامه ،كان يقول “سنزحف حتى القدس ، نزحف إلى باب المغاربة ، أين محمود درويش” ،هل يقصد ما يقول أم أن الحماسة هي التي أوحت له ما أوحة.
غير بعيد عن باب دكالة ،تجمع أخر ،غير أن هذا التجمهر له خاصية متفردة ،فكل المتحلقين نساء صياحهم يصم الأذان ،رافعين راية بيضاء تتوسطها رسمة فتات فلسطينية ،في إشارة منهم إلى المرأة الفلسطينية المقاومة.
كانت لحظات استثنائية ،تلك التي راحت فيها الأمواج البشرية تتقدم بخطا ثابتة نحو الساحة الواسعة ،الكل يصيح بالحرية للشعب الفلسطيني ،عدد الرايات المرفوعة فوق رؤوس الجحافل توحي كأنك على أبواب القدس ،أو أنك احد جند صلاح دين ،ممن رابطو إلى جانبه نصرتا للقدس.
لطالما ناصر المغاربة إخوانهم الفلسطينيين ،ولعل الشيخ الذي كان يصيح بالزحف إلى باب المغاربة كان يستحضر هذه الموقعة وكان على علم أن المغاربة لم يخذلو إخوانهم ولن يخذلوهم ،فما أشبه الأمس باليوم. �dX���tM
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...