هناك أسطورة أغريقية طريفة خاصة بأصل البشر ،و التاريخ الاغريقي مليء بالأساطير ، تعرف هذه الأسطورة باسم دوكالين ،وفيها أن رب الأرباب زيوس غضب على اله النار برومثيوس ،لأنه علم البشر طريقة استخدام النار ،وتمادوا في الاستهتار و الحماقة فلم يعرفوا إيمانا ،فحكم على برومثيوس بأن يربط إلى حجر كبير بأحد الجبال حيث يأتي نسر كبير يفترس كبده كل يوم إلى الأبد ،أما البشر الذين تعلموا النار ولم يحسنوا ايمانهم ،فكان جزاؤهم الطوفان ،إذ تدفقت المياه من جوف الأرض ،
وهطلت الأمطار وجرفت السيول الأخضر و اليابس.
لعل هذه الأسطورة تتجدد في وقتنا الحاضر ،فهبة النار ذاك الزمان هي نفسها هبة الأنتيرنيت و التيكنولوجيافي زماننا الراهن ،والذي يستغل الآن بأبشع الطرق ،ففي وطننا الحبيب يستغل إما للترهيب أو النصب أو التفاهة ،ولا يستعمل في ما يخص المنفعة العامة ،فإذا رأينا التفاعلات حول فيروس كورونا مثلا سنجد أن مستويات الهزل و الاستهزاء فاقت حدها المعقول ،مقارنتا مع المواضيع التوعوية التي يستفاد منها.
أظن أن زيوس كان أعقل من حكامنا الحاليين ،حين اختار فناء المستهترين بقيمة النار ،وإنشاء خلق أخر أكثر عقلانيتا و إيمانا ،لعل هناك من يستفيد من هذه الفوضى ،لكن يجب التأكد يقينا أن النعم تزول ،وان لم نحسن استخدام هذه التكنولوجيا لصالحنا ستنقلب علينا ،كفانا غباء ،وكفانا من جعل التافهين مشهورين ،كفانا من مواضيع لاترقى بمستوانا الذي هو في الأصل يعاني الويلات ،كفانا وإلا غضب علينا زيوس ونحن لسنا في حال جيد لمجارات غضبه.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...