تابعونا على:
شريط الأخبار
إصابة ضابط أمني بطعنة في القصر الكبير الوداد يتخذ خطوة هامة قبل مواجهة الفتح المنعرج الأخير في محاكمة اليوتوبرز “هيام ستار” اللقاء يتجدد بين المغرب وتنزانيا في تصفيات المونديال شقق سكنية ومرائب تتحول إلى كنائس طقوس للأفارقة الأداء المبهر يرفع القيمة السوقية لدياز إلى 45 مليون أورو مهرجان باريس للكتاب يكشف عن برنامج المغرب كضيف شرف الجامعة تكشف عن برنامج سدس عشر نهائي كأس العرش تتويج طلبة من إفريقيا جنوب الصحراء في مسابقة لحفظ وتجويد القرآن الكريم تحكيم تشادي لمباراة المنتخب وتانزانيا الملك محمد السادس يهنئ باكستان بالعيد الوطني الترخيص لنجم بارز بخوض مباراة تانزانيا إثر الاحتجاجات.. وزارة الصحة تستئنف توزيع دواء الميثادون تحديد موعد البطولة العربية للأندية حاتم البطيوي أمينا عاما جديدا لمؤسسة منتدى أصيلة الجامعة تحرم الجيش من لاعبين بارزين بالكأس قضت 8 أشهر في السجن.. القاضية مليكة العامري تعانق الحرية إنريكي يطلب عودة حكيمي إلى فرنسا فيلا سعيد الناصيري الرئيس السابق للوداد في المزاد العلني انتخاب حاتم البطيوي أمينا عاما لمؤسسة منتدى أصيلة

مجتمع

مصاب بالسرطان يتبرع بأعضائه

22 أبريل 2019 - 14:40

بادر شاب مصاب بالسرطان، إللى إعلان تبرعه بأعضائه بعد الوفاة لأغراض علاجية. ويتعلق الأمر بإسماعيل سلطان، الشاب الذي لا يتجاوز سنه العشرين عاما، والذي يتابع آلاف المغاربة قصة صراعه مع نوع نادر من السرطان الذي أصابه حين كان سنه لا يتجاوز 16 عاما.
ومما جاء في تدوينته بهذا الخصوص “الأعمار بيد الله، ليست نيتي أن يكون السرطان سبب وفاتي، إنما أجل الله لي محدود”، وأضاف “كانت من بين أمنياتي أن أتقدم بطلبي هذا للتبرع بجميع أعضائي بعد الوفاة لغرض علاجي، وها هو يتحقق اليوم”.

بادر شاب مصاب بالسرطان، إلى إعلان تبرعه بأعضائه بعد الوفاة لأغراض علاجية. إسماعيل سلطان، الشاب الذي لا يتجاوز سنه العشرين عاما، والذي يتابع آلاف المغاربة قصة صراعه مع نوع نادر من السرطان، أصابه حين كان سنه لا يتجاوز 16 عاما،

مما جاء في تدوينته بهذا الخصوص “الأعمار بيد الله، ليست نيتي أن يكون السرطان سبب وفاتي، إنما أجل الله لي محدود”. وأضاف “كان من بين أمنياتي أن أتقدم بطلبي هذا للتبرع بجميع أعضائي بعد الوفاة لغرض علاجي، وها هو يتحقق اليوم”. اسماعيل هذه قصته.

أمنية تتحقق

L’image contient peut-être : 1 personne, sourit, debout

“الأعمار بيد الله.ليس نيتي بأن يوماً سيكون السرطان سبب وفاتي. وإنما أجل الله لي محدود. كانت من بين أمنياتي أن أتبرع بجميع أعضائي بعد الوفاة لغرض علاجي. ها أنا اليوم تتحقق أمنيتي، ويصادف ذلك أيام الله المباركة. أيام البيض بشهر شعبان المبارك. لعلها تكون بادرة خير مباركة … طيلة مساري العلاجي لاحظت حالات عدة تدمي القلوب منهم من يتوسل لعتق نفس من الموت تحتاج عضوا حتى يمكن إنقاذ حياته..منهم مرضى من مستوى حالات مادية ضعيفة ومستعصية”. هذا جزء من التدوينة التي نشرها اسماعيل، الأسبوع الماضي، بعد أن أكمل اجراءات التبرع بالأعضاء بالمحكمة، لكن قصته تعود إلى شهر مارس 2017، حين قدم نفسه على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” كالتالي:”اسمي إسماعيل فعمري 18 سنة #قصتي_مع_السرطان تبتدئ من هنا.

“معندك والو غير الشقيقة…”

“كان فعمري 16 سنة كنت ساكن فالسعيدية مع الوالدين وخويا كنقرى حدى العائلة حتى جاء الوقت لنكمل الدارسة ديالي فالسلك الثانوي. قررت نمشي لمدينة فاس لي متواجدة فيها تقريباً عائلتي كاملة، مشيت عند عمتي ولات عندي أم ثانية وأب ثاني، أي عمتي وزوجها، يقول اسماعيل قبل أن يتابع:”تأقلمت مع الوضع الجديد. في البداية كانت هناك صعوبات لأن فراق الأبوين، والأسرة الصغيرة يكون صعب، لكن ذلك لايعني أنني لم أكن سعيدا، على العكس كنت جد سعيد أنني أقيم مع عمتي وأطفالها. وعلى الخصوص أنني أقيم في مدينة فاس، المدينة التي تستهويني كثيرا. يواصل اسماعيل:”التحقت بسلك الثانوي، حيث تعرفت على أصدقاء جدد. كان كل شئ يسير على ما يرام، غير أنه في شهر أكتوبر من نفس السنة، أي بعد حوالي شهر فقط من بدء الموسم الدراسي بدأت ألاحظ أنني صرت نحيفا أكثر. كانت تقول لي عمتي “علاش مكتاكلش مزيان؟”. موازاة مع ذلك بدأت أشعر بآلام على مستوى الرأس. اشتد الآلام أكثر، فلم أعد أقدر على النوم. آنذاك قرر زوج عمتي أخذي إلى الطبيب، وهو ما حدث فعلا. أخبرني الطبيب أنني أعاني من الصداع النصفي (الشقيقة)، وعليه سلمني وصفة طبية. بعد فترة لم تنته الآلام. حين كان يحل الليل، كنت أبدأ في ضرب رأسي بقوة، حتى اعتقدت عمتي أنني جننت.

مع تطور المرض بدأت في التغيب عن الحصص الدراسية، خصوصا أن الآلام كانت تزيد ولا تنقص، بينما حين كنت أعود لزيارة الطبيب كان يقول لي في كل مرة “معندك والو غير الشقيقة…”.

مرض غامض

استمر الحال على ما هو عليه، أحرص على تناول الدواء، لكن الحريق لم ينته. لم يكن يغمض لي جفن من شدة الألم، ثم أعود لزيارة الطبيب. يفحصني في كل مرة، لكن دون أن يكتشف سر هذا الحريق. في إحدى المرات، قمت لأتوضأ، فأغمي علي.وجدتني عمي ملقى على الأرض، والدم يسيل من أنفي. أثار المشهد الرعب في نفسها، فقررت عرضي في اليوم الموالي على طبيب آخر. شك الطبيب أنذاك، لكنه مع ذلك أمرني بأن أتناول الدواء الذي وصفه لي، وأن أعود لزيارته. بعد أسبوع ظهر الورم الأول على مستوى عنقي. أخبرني الطبيب أنه يجب أن أخضع لعملية جراحية لإزالة الورم. رفضت لأن مكانها كان في منطقة صعبة. وافقني الرأي، لكنه اقترح عليه إزالة جزء من الورم، وإجراء تحاليل مخبرية عليه.

في اليوم الموالي أجرى لي عملية تنظير الأنف (عملية يقوم من خلالها الطبيب بفحص تجويفات الأنف الأمامية والوسطى والخلفية، بواسطة المنظار بعد استخدام البنج الموضعي أو من دونه). “مدارش لي البنج وأنا كنغوت قلبت ليه العيادة، ولكن الحريق كان بزاف، والدم يسيل”، يقول اسماعيل الذي تابع “أخبرتني السيدة المكلفة بمختبر التحليلات الطبية، أن النتيجة لن تظهر إلا بعد ثلاثة أيام، لكنني لم أكن قادرا على الانتظار. ألححت عليها، قبل أن تخبرني أنها يمكن أن تظهر في اليوم الموالي، كنت توجهت إلى المختبر، بملابس ملطخة بالدم. في تلك الليلة لم أنم أيضا من شدة الألم الذي لم يبارحني”.

ما إن أشرقت شمس اليوم الموالي، حتى اتصلت بها من جديد ألتمس منها مدي بالنتائج، بعد إلحاح طويل مني، قالت لي “ستكون جاهزة في المساء”، كان يوم جمعة. تسلمت نتائج التحاليل، حاولت أن أطلع عليها أولا، لكنني لم أفلح في ذلك. حين تعذر علي ذلك، طلبت منها أن تفعل هي ذلك، لكنها سرعان ما أعادتها إلي، وهي تقول “مافهمتش آولدي اشنو فيها..سير عن الطبيب غادي يقولك هو”.

موعد مع السرطان

غادر مختبر التحليلات الطبية، وهم واحد يشغل بالي. كاذا في هذه النتائج؟ ماهو المرض الذي أصبت به؟ انتهى به الحال، وأنا أطوف الشوارع والأزقة إلى تذكر مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” تخص الأطباء ومهنيي قطاع الصحة. التقطت صورة لنتائج التحاليل، وتقاسمت معم الصورة، وأرفقتا بتعليق قلت ليه “أنا شاب مصاب بمرض، وقد أمرني الطبيب بإجراء هذه التحاليل المخبرية، لكنه في الوقت الراهن غير متواجد بالمدينة، حيث سافر. لا أطيق الانتظار، أريد من فضلكم معرفة مضمون هذه التحاليل المخبرية. طبعا لم يكن الطبيب في رحلة، لكنني كنت مضطرا لأن أكذب. لم يتأخر الرد كثيرا. أجابني أحدهم أن النتائج المخبرية تشير إلى أن هذا المريض مصاب بالسرطان.

“بقيت كندير في الشارع..كنغوت لربي لخلقني. بوحدي تنغوت. الناس غير كيشوفو فيا. فيا الحريق و زايد من الفوق الخبر نتاع عندي السرطان..تيجي عندي شي حد يقولي مالك..كندور فيه بعد مني”.

بعد فترة اتصلت بأبي على هاتفه. سألته إن كان لديه بعض الوقت، لكنه قال لي إنه منشغل، فقلت له “حسنا سأتصل بك لاحقا”. ركبت سيارة أجرة. انزويت في مكان بعيد، وبقيت أبكي. كنت أبكي بحرقة. كنت أسأل نفسي، كيف يمكن أن أخبر والدي، بما عرفته.

جنازة قبل الآوان

 رن هاتفي. كان والدي على الطرف الآخر من المكالمة. قلت له”بابا انا عزيز عندك؟ بقا كيضحك قالي ومعلوم راك ولدي. قلت ليه بابا غادي نقولك واحد الحاجة ومتخلعش و إلا كنتي حدى ماما بعد باش متسمعش”، حين أخبرته بما بلغني “مزادش هضر كيقولي اه اه اش كتقول وكيبكي ويقولي انا جاي دابا…ميمتي العشية وصلها الخبر بغات طير وتجي عندي وكتبكي ومحروقة”.

أخبرت والدي بأنني مصاب بالسرطان، وليس ب”الشقيقة”، كما كان يعتقد الطبيب الأول، لكن مهمتي لم تكن قد انتهت، فقد كان علي أخبر عمتي أيضا. دخلت المنزل، وعيناي حمراوان. كان مشهدا أثار انتباه الجميع، سألوني عن سبب بطائي الظاهر فقلت بدون مقدمات “عندي الكونصير”.

كان الخبر صادما ومفاجئا للجميع، توجه نحوي جميع من في البيت، وهم يتحدثون بلسان واحد “اش كتقول راك غير تكذب”. لاأحد فيهم استوعب الخبر. أذكر أن عمتي ارتمت علي وهي تبكي بحرقة. جميعهم كانوا يبكون بحرقة. كانت جنازة قبل الآوان.

الحرب ستبدأ

حل يوم الإثنين، وتوجهت رفقة زوج عمتي إلى الطبيب الذي أكد لي إصابتي بمرض السرطان. أخبرني أنه نوع نادر، وأنه يصيب في الغالب الأشخاص الذين يقيمون بالقرب من شاطئ البحر.

أخبرني أيضا أنني سأخضع للعلاج الكيميائي، وأوصاني بأنه يجب علي أن أتحلى بالصبر، وليختبر قوتي قال لي “هنا غادي تبين راسك واش راجل أو لا”

كان بديهيا أن أساله، كيف هو هذا العلاج الكيميائي؟ هل هو مؤلم؟ هل سأخضع له إلى الأبد؟

افتقدت شهية الأكل. كما خاصم النوم جفني. كنت فقط أسأل نفسي، هل سيمكنني مقاومة المرض؟ هل سأموت؟ لم أطق الصبر، فسألت الصيدلي، كيف هو هذا العلاج الكيميائي؟

جاءت الوالدة لزيارتي، بعد أن تعذر على والدي ذلك. رافتقني إلى مركز الأنكولوجيا. كان مكانا مخيفا. لم نكن وحيدين، فقد رافقتنا إلى هناك عمتي وزوجها.

أثناء فترة الأنتظار، كنت أرى المرضى يتألمون. طبعا بعضهم كان فقد شعره، كان مشهدا مؤلما.

استبد بي الخوف، كنت أفضل أن أعود من حيث أتيت. كانت نبضات قلبي تزيد، لكنهم كانوا يحاولون طمأنتي، إلى أن ظهرت مساعدة الطبيب مريم العراقي. ظلت تمازحني، قبل أن تأمر مساعدتها بمرافقتي إلى حيث المرضى الذين يخضعون للعلاج. أحسست باختناق، لكن تلك كانت البداية فقط.

قالت لي الطبيبة “سنبدأ الحرب، ويجب أن تكسبها”. أخبرتني أيضا أنني سأقابل الطبيب المهدي التازي، قبل أن تصل مرحل

العلاج بالأشعة..كانت لطيفة جدا.

الموت أهون

أثناء الحصة الأولى من العلاج سألتقي سلمى، وهي ممرضة بالمستشفى. طلبت مني أن أختار السرير الذي أفضل. اخترت السرير الأقرب للباب. قلت مع نفسي “حتى لا أصاب بالملل”. فيما بعد ستتوطد علاقتي بسلمى الممرضة، حتى صارت مثل أخت لي. أخبرتي أن شابة أخرى في مثل سني تخضع للعلاج، كان اسمها مريم، وتتم مناداتها ب”مريمة” كنا أصغر مريضين، يتلقيان العلاج ضد مرض السرطان.

أصبحت أتوجه إلى حصص العلاج رفقة والدتي، وابنة عمتي (إيمان)، أو بالأحرى إنها أختي الحبيببة. كنت ألج المركز لتلقي حصة العلاج، بينما ينتظرونني في الخارج، من الساعة الثامنة صباحا، إلى الساعة الخامسة عصرا.

كانت لحظات عصيبة علينا جميعا. لم يكن سهلا على أمي أن ترى ابنها الصغير يتألم، ثم وهو يخضع لحصص العلاج ضد السرطان، كما لم يكن سهلا علي أن أرها تتألم لألمي. كانت ترافقني أنا، بينما شقيقي الأصغر وأبي في مدينتنا. كثيرا ما قلت مع نفسي، إن توفاني الله سيكون أفضل لنا جميعا. أن أغيب أنا، خير من أن نعاني نحن الأربعة. لذلك كنت أقول لها “ماما سيري فحالك. أنا قاد براسي وكاينة إيمان تبقى تجي معايا وزوج عمتي فمقام بابا وعمتي فمقامك علاش غادي نعذبك معايا وبابا وخويا بوحدهم مكاين ليدير ليهم الماكلة، لكنها كانت ترفض. كنت أراها تتألم أكثر حين تسمع من هنا أو هناك سيدة تحكي أنها فقدت زوجها أوابنها.

ألححت عليها أن تعود إلى بيتنا. ودعتني والدموع تنزل على خدها. عانقتني وهي تستعد لفعل ذلك، لكنني، فيما بعد أحسست بالندم. لن أنسى ذلك اليوم الذي تسببت في بكائها.

استمريت وحدي، ترافقني ابنة عمتي، إلى أن جاء اليوم الذي قررت فيه مقاطعة حصص العلاج، والسفر إلى السعيدية. ظلت أمني تعانقني وهي تبكي. كان شعري بدأ يتساقط، مما أثار بكائها، فقررت أن أحلق شعري عن آخرها. صرت مثل عظمة “الأفوكا”. كنت أجلس إلى حضن أبني فأطلب منه أن يرقيني.

عدت إلى فاس، فبدأت أثار العلاج في الظهور. صرت نحيفا أكثر، وبدأ وجهي يشحب.

كان يرقني أن ألتقي باقي المرضي. أن نتحلق، ويحكي كل واحد فينا قصة مرضه. كان علي أن أخضع في كل مرة لتحاليل طبية، حين كان الدكتور المهدي التازي يشرع  في الاطلاع على التحاليل الطبية، كنت أدعو الله في سري أن يخبرني، أني لم أعد بحاجة للعلاج الكيماوي. كان يتفطن إلى ما يدور في ذهني فيقول لي مازحا “باغي تهرب..والله لا هربتي زيد نعس دير الحصص. “كنولي هاز نيفي كيقولي كتفشش عليا يا لمسخوط. عندي عزيز الطبيب يخرجني ويفوج عليا ظريف معايا”.

التقيت مريم مريامة، بدا أنا صدمت لما رأتني حليق الشعر. قلت لها “اه معجبتكش ؟”.

أنهينا حصص العلاج بالكمياء، وبدأت مرحلة العلاج بالأشعة. كنا قد انتبهنا أنا وهي إلى فتاة أخرى، في مثل عمرنا تخضع للعلاج بالأشعة. اسمها نورا. كانت تأتي رفقة والدتها. أما أنا فكنت بدأت زيارة المركز لوحدي.

في حصص العلاج بالأشعة، كان المكان أيضا مخيفا. كان يجب أن أضع القناع. في هذا المكان سأتعرف إلى ثلاثة ممرضين حميد وفاطمة و نجية. إنهم ظرفاء جدا. وضعوا على وجهي “بلاستيك ساخن” كان الأمر وكأنهم يضعون على وجهي “مسمنة”.

نلتقي هناك. أنا ومريم ونورا..ومرضى آخرون، نتبادل حكايا المرض. اما عندما كان يحين وقت حصص العلاج بالكيماوي، فقد كنت أبادر إلى مخاطبة صديقتي الممرضة سلمى بالقول “يلاه سربي راسك يلا”. كانت المسكينة تحرص على أن تأخذ بيدي. كانت لطيفة جدا معي. لم تكن في الحقيقة، مجرد ممرضة. إنها أخت لي.

بسبب العلاج لم أعد قادرا على تناول الطعام، حتى الماء لم أعد أطيقه. استمريت في الحياة، بفضل استنشاق الهواء فقط.

عندما كنت أعود إلى البيت كنت أجد عمتي قد أعدت لي الطعام، لكن لم أكن قادرا على تناوله. كانت ايمان تصر على أن تطعمني، لكنني الشهية كانت غابت عني.

تلقينا بحزن نبأ وفاة نورا. انتهت حصص العلاج بالأشعة، لكن دون أن تنتهي آثارها. فلحمي يعاني من حروق، والجلد انسلخ.

بعد ثلاثة أشهر، فترة راحة، عدت إلى مركز الأنطولوجيا، فوجدت عمر. تعرفت عليه. أصبح صديقا لي وأخ. ألتقيه كل يوم، يسألني عمر عما يحس به، ويستفسرني، إن كنت مثله بدون شهية للأكل، وآلام مبرحة في أنحاء جسمي. سافر عمر إلى الدارالبضاء لإكمال رحلة العلاج، لكن دون أن تنتهي الاتصالات الهاتفية بيننا، إلى أن توفاه الله.

كدت أجن، أتذكره حين أهم بالنوم، فأبدأ بالبكاء. ذهب الجميع وبقيت أنا…انفض الجميع من حولي إلا من أبوي وعمتي وزوجها وأبنائها وجدتي، فقط عائلتي التي استمرت حولي. كنت أسأل من حولي لماذا تخلوا عني، إلا أن قررت أن أحول أصدقائي في “فايسبوك” إلى عالم حقيقي حولي. بعد بضعة أسابيع كبر عائلتي وأصحابي، أصبح الجميع يسأل عني، من جميع المدن المغربية.نسيت المرض، والألم، بل أصبحت أزور المرضى. وأكثر من ذلك أصبحت ألتقي في الشارع بأناس يسألونني “هل أنت هو الفتى المصاب بمرض السرطان؟ مشاهير الفن، أيضا أصبحوا يلتقطون صورا معي.تبدلت حياتي، بينما كانت المفاجئة، حين حرص بطل عالمي متخصص في رياضة القفز، “تلاح فالسماء وكاتب سميتي..وليت نشوف المرض بحال شي حاجة بسيطة حيت لقيت الأحباب لنساوني فكلشي..الحلقة المقبلة بإذن الله تعالى..النهاية ديالي مع السرطان غادي تكون بقلمكم” يكتب اسماعيل.

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

الملك محمد السادس يهنئ باكستان بالعيد الوطني

للمزيد من التفاصيل...

بزندفة تدعو بركة للحد من استغلال المياه الجوفية بطرق غير مشروعة

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

بعد توقيف عمدة إسطنبول.. الاحتجاجات تتواصل في تركيا

للمزيد من التفاصيل...

شبهة تضارب المصالح تتسبب في حل حكومة البرتغال

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

أرباح شركة “سنلام” تتجاوز 400 مليون درهم خلال سنة 2024

للمزيد من التفاصيل...

مجموعة “OCP” تحقق أداءً ماليًا قويًا خلال سنة 2024

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

إصابة ضابط أمني بطعنة في القصر الكبير

للمزيد من التفاصيل...

الوداد يتخذ خطوة هامة قبل مواجهة الفتح

للمزيد من التفاصيل...

المنعرج الأخير في محاكمة اليوتوبرز “هيام ستار”

للمزيد من التفاصيل...

اللقاء يتجدد بين المغرب وتنزانيا في تصفيات المونديال

للمزيد من التفاصيل...

شقق سكنية ومرائب تتحول إلى كنائس طقوس للأفارقة

للمزيد من التفاصيل...

الأداء المبهر يرفع القيمة السوقية لدياز إلى 45 مليون أورو

للمزيد من التفاصيل...

الجامعة تكشف عن برنامج سدس عشر نهائي كأس العرش

للمزيد من التفاصيل...

تحكيم تشادي لمباراة المنتخب وتانزانيا

للمزيد من التفاصيل...