هادئ جدا، حتى لايكاد يشبه باقي المسؤولين. خجول، وهي صفة لازمته منذ كان طفلا. أحبه المغاربة، قبل أن يعرفوا من هو وماهي قصته. وصفوه بالرجل الطيب، فيما قال أحدهم على “فايسبوك”، “إنه يشبهنا”. هكذا بدأت قصة تعاطف المغاربة مع مدير مديرية علم الأوبئة، الذي تعرفوا عليه منتصف مارس الماضي حين ظهر على شاشة التلفزيون ليتحدث عن عدد المغاربة المصابين بكورونا.
من الشعر إلى الطباليوم أصبح الكثير من المغاربة يعرفون اليوبي، لكنهم لايعرفون أن محمد ليس سوى إبن الحاج عبد المالك، شاعر الملحون الذي ذاع صيته في مغرب الستنيات، والذي يوصف بأنه كان من أكبر نظام القصيدة.ولد محمد اليوبي في فاس منتصف الستينات من القرن الماضي، وارتبط بوالده الشاعر، حتى أنه كان يلازمه آناء الليل وآطراف النهار ليدون ما يفوه به اليوبي الشاعر. أحب اليوبي المحلون، وقصائده، وأبدع فيها ما تيسر له، لكن كان للعائلة موقف حاسم، أن على اليوبي التلميذ أن يتبع درب شقيقيه، اللذين كانا ولجا آنذاك كلية الطب.طبيب خدوم
في التسعينيات تخرج اليوبي من طبيبا، من الكلية التي ولجها سنة1983. في كلية الطب بالرباط، كان الطالب اليوبي هادئا. يتجنب ما أمكنه ذلك المشاكل، لكنه كان مجتهدا، كما كان ومايزال الرجل الخدوم الذي لايتأخر في مد يد العون.بعد تخرجه اشتغل طبيبا في بني ملال، ثم أزيلال حيث خلف صدى طيبا، قبل أن يلتحق بالمدرسة الوطنية للصحة العمومية، ثم قبل عشر سنوات سافر إلى فرنسا لدراسة علم الأوبئة. كان ذلك بعد أن حل أولا بالفوج، مما أهله للحصول على منحه منحة دراسية حكومية لتمويل دراسته.بعد عودته، تولى محمد منصب المدير العام بالنيابة للمدرسة الوطنية للصحة العمومية. وفي شهر شتنبر 2018، حل محل عبد الرحمان المعروفي، الذي عين مديرا لمعهد باستور، على رأس مديرية الأوبئة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...