مرت أشهر ولا تزال لافتة “نأسف. المحل مقفل” معلقة على الباب الزجاج لحانة “جيلهاوس صالون” في تكساس، لكن صاحبة الحانة تكافح لإعادة فتحها بعد هذا التوقف الطويل عن العمل الناجم عن جائحة كوفيد-19، ولو اضطرت أحيانا إلى مخالفة تعليمات السلطات المحلية.
احتجاج على قرار حاكم
تبدي دينا واغنر، المالكة الشريكة لهذه الحانة، اقتناعها بأن “الإقفال لا يعني أن الزبائن سيبقون في بيوتهم، بل سيذهبون إلى مكان آخر بكل بساطة”. ويرتاد سائقو الدراجات النارية هذه الحانة الواقعة في سبرينغ، وهي مدينة قريبة من هيوستن، مشهورة بأشباحها وبسكتها الحديد.
قبل نحو أسبوع، فتحت الحانة أبوابها بخجل، احتجاجا على قرار حاكم ولاية تكساس الجمهوري غريغ أبوت، الذي أصدر في يونيو الفائت قرارا بإقفال كل حانات الولاية سعيا إلى الحد من الارتفاع الكبير لأعداد الإصابات بفيروس كورونا مجددا .ولم يطل الأمر حتى فرضت السلطات المحلية عقوبة على “جيلهاوس صالون”، تمثلت في تجميد رخصته 30 يوما .
ويشكل وضع “جيلهاوس صالون نموذجا للتحدي الذي يواجهه عدد من أصحاب المحال الصغيرة، إذ أنهم عالقون بين فكي كماشة، فمن جهة ينبغي عليهم التزام الاعتبارات الصحية، ومن جهة أخرى عليهم أن يؤمنوا استمرارية مؤسساتهم.
3..
تقول واغنر لوكالة فرانس برس “إنه مورد رزق كثر منا. إنه جنى عمرنا”، مضيفة أنها لا تريد أن تعيش “في ظل الخوف من الإفلاس”.
وتقدر واغنر خسارتها بنحو 150 ألف دولار منذ بداية جائحة كوفيد-19، إذ اضطرت إلى إقفال حانتها نحو شهرين، ما بين مارس ومايو ، ثم عاودت إقفالها نحو شهر إنفاذا لقرار حاكم الولاية.
وتشكو واغنر اعتماد السلطات المحلية “سياسة الكيل بمكيالين غير العادلة”، في إشارة إلى أن المحافظ أبوت استثنى المطاعم من قراره، إذ سمح لها باستقبال الزبائن بما نسبته 50 في المئة من قدرتها الاستيعابية.
واحتجاجا على قرار الحاكم، نظم عدد من حانات تكساس الأسبوع الفائت نشاطا أطلقت عليه تسمية “فريدوم فست” أو”مهرجان الحرية”.
وهدف هذا النشاط، وفق ما جاء في صفحته على “فيسبوك”، إلى تمكين أصحاب هذه الحانات من “ممارسة حرياتهم المدنية مجددا “، ومن “الدفاع عن أنفسهم قبل أن يطالهم الجوع”.
وفي مناسبة هذا النشاط، جلس نحو 20 شخصا في الباحة الداخلية لحانة “جيلهاوس صالون” يستمعون إلى موسيقى إحدى فرق الروك، على ما تروي ميليسا ميلر التي ترتاد الحانة بانتظام.
قرار السلطات
وعاد ريع هذا النشاط إلى جمعية خيرية، لكن عقوبة الحانة على هذه المخالفة كانت قاسية، إذ علقت سلطات الولاية العمل موقتا برخصتها.
وتقول الزبونة المخلصة ميليسا ميلر (46 عاما )، وهي خبيرة موارد بشرية “من المؤسف أن ما استثمرت فيه (دينا واغنر) وقتها مدى سنوات طويلة مضطر إلى الإقفال بسبب الفيروس”.
وترى ميلر التي تعشق الحفلات الموسيقية، أن هذه الحانة مكان “مميز، يأتي إليه الناس لتمضية وقت ممتع” في جو رائع.
أما ميلاني وارد (49 عاما )، وهي الأخرى زبونة دائمة، فتتذكر السهرات التي كانت تمضيها مع صديقها أيام الخميس في هذه الحانة، وكان الحضور من سائقي الدراجات النارية. وت ص ف العاملين في الحانة بأنهم “بمنزلة عائلة ثانية” لها، مبدية كل دعمها لهم.
وترى المالكة دينا واغنر أن المسؤولية الصحية تقع على الزبائن كما على أصحاب الحانات.
ومن هذا المنطلق، قد مت الأسبوع الفائت إلى لجنة المشروبات الكحولية في تكساس طلبا لتعديل رخصة الاستثمار التي تملكها.
وكانت دينا تأمل من هذه الخطوة في فتح الشرفتين الداخلية والخارجية للحانة مجددا، وإعادة تنظيم حفلات الموسيقيين. لكن تصنيف المؤسسات التي استهدفها قرار الحاكم لا يمكن أن يعدل خلال الجائحة.
وتجدر الإشارة إلى أن ولاية تكساس أصبح بؤرة للإصابات بفيروس كورونا، وسجلت فيها 430400 حالة إيجابية، فيما بلغ غدد الوفيات 6800.
وقد واجه الحاكم غريغ أبوت مر ات عد ة مقاومة لمحاولاته الحد من تفش ي الفيروس.وألغى أبوت يومها عقوبات السجن بمفعول رجعي، وس م ح بإعادة فتح الحانات في الأسابيع التالية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...