عبد العالي بن مبارك بطل
مرحبا بالضيف العربي الكبير
رحبي يا رياض نجد بملك ضم في برده المحامد طرا
واسكبي يابطاح مكة في سمع الليالي انشودة الحب بشرا
بالمليكين طاب لقياهما في ظل اسمي البلاد شاوا وقدرا
بهذه الكلمات والأبيات الشعرية تم استقبال العاهل المغربي الملك محمد الخامس من طرف العاهل السعودي الملك سعود بن عبد العزيز يوم الثلاثاء 20/07/1479هـ الموافق 19/01/1960م خلال زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية بعدما كانت هناك زيارات متبادلة من قبل، نذكر منها زيارتي كل من المغفور لهما بإذن الله الملك الحسن الثاني عندما كان وليا للعهد في عام 1958 وكذا زيارة الملك سعود بن عبد العزيز للمغرب وافتتاح السفارة السعودية بالرباط برفقة الملك محمد الخامس.
فالعلاقات المغربية السعودية التي تربط بين المملكتين علاقات وطيدة صادقة الإخلاص في شتى مساراتها وتتسم بأخوة وافية لا سيما وأن المملكتين دولتان شقيقتان إلى حد يقرب من المطابقة خطى وجهود تكوين كل منهما حيث أسهمت في نشأة كلتيهما أسر أصيلة عريقة اجتازت عديدا من الدروب الصعبة وخاضت معارك متلاحقة حتى تمكنت بجهادها واجتهادها من توحيد شعوبها وجمعت أطراف أقطارها وصاغت من جماعات سكانها كيانا متحدا ينعم بالاستقرار ويتمسك بالولاء لقادته المخلصين الذين بفضل من الله أولا ثم باجتهادهم وإخلاصهم وحرصهم تم تحقيق امن البلدين واستقرارهما ورخائهما، كما أن وشائج المحبة وأواصر الإخاء التي تجمع البلدين ليست وليدة اليوم، و إنما هي امتداد لتاريخ حافل وعريق منذ زمن طويل فالعلاقات بين البلدين والقيادتين بدأت صافية حميمية من السلطان المغربي ابي الحسن المريني بعدما قرر السلطان ابو الحسن كتابة نسخة عتيقة من المصحف الكريم بخط يده يوقفها على الحرم الشريف، وتوثقت الصلات بين الدولتين في عهد زيدان بن احمد الشريف من الينبع، وقد ترسخت عرى العلاقات بين البلدين في عهد جد الأسرة العلوية الشريفة السلطان مولاي علي الشريف بحكم ما للدولة العلوية من علاقات خاصة بالحجاز وينبع وذرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتجددت وتوطدت هذه العلاقات بين البلدين بين المولى سليمان والأمير سعود الكبير وبين جلالة الملك عبد العزيز آل سعود وجلالة الملك محمد الخامس، وامتدت بعد ذلك بين الأسرتين والقيادتين حيث عاصر العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله وكذلك بين الملك محمد السادس والملك عبد الله يرحمه الله وحاليا بين الملك محمد السادس والملك سلمان بن عبد العزيز فيعمل يحفظهما الله على مواصلة السوابق باللواحق والتشبت بعهود المودة والإخاء التي تربط بينهما برباط متين وعروة وثقي لا انفصام لها في خدمة بلديهما وخدمة الأمة العربية والإسلامية وليس ذلك من قبيل المصادفة، بل هو نتيجة حتمية لانطلاق الحكام في البلدين من أسس روحية ومنظومة قيمية واحدة، ورسالة وهدف مشترك هو إسعاد المواطن العربي وضمان أمنه وتطوره وتحقيق الاستقرار والتقدم للأمة العربية والإسلامية وصولا إلى الأمن العالمي في جانبه الإنساني والحضاري الشامل. ان العلاقات المغربية السعودية هي اكبر من أن تحتويها كلمات تصوغها أوصاف إذ أنها تربطها علاقات سياسية واعية ومسئولة فيها كذلك علاقات حميمية اجتماعية واقتصادية وثقافية واعدة بخير ومستقبل البلدين والأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء.
وفي ظل هذا السياق التاريخي والوجداني الذي يؤطر علاقات البلدين الشقيقين يمكن للمرء ان يستشرف أفاق مستقبل هذه العلاقات المتميزة وذات الخصوصية الفريدة بين البلدين والشعبين في ظل قيادتيهما الحكيمتين، وذلك ما يتيح إمكانية القول بأن هذه العلاقات محكوم عليها بـأن تزدهر وأن تتطور لأجل خدمة المصالح العليا للبلدين، ذلك لأنها علاقات إستراتيجية ذات جذور تاريخية وامتدادات في الحاضر تمنح المستقبل كل الفرص الواعدة، وانه مهما حدث من تطورات واعترضتها من عقبات، فإنها مسيرة علاقات صادقة وموفقة تمضي بكل ثقة نحو الأفضل متحدية الظروف ومؤكدة أن ما هو عابر يبقى عابرا، وان ما ينفع البلدين والشعبين الشقيقين باق بكل ثقة وتفاؤل، حب من حب وكره من كره.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...