ظاهرة التسول لا يمكن التخلص منها بأي مجتمع بشكل نهائي، وخاصة بين صفوف كبار السن، إذ وبالرغم من المجهودات التي تقوم بها الدول لمحاربة هاته الظاهرة، إلا أنها تبقى متجذرة بنسب مختلفة من بلد إلى آخر.
وبمدينة مراكش، تفاقمت هاته الظاهرة بشكل كبير خلال الآونة الاخيرة، حيث تضاعف عدد المتسولين بشكل ملفت للانتباه منذ إنطلاقة حالة الطوارئ واستمرار تصنيف الحمراء ضمن المنطقة 2، وعجز القطاع السياحي الذي يعد عماد اقتصادها، عن استئناف نشاطه من جديد، بالإضافة إلى فقدان العديد من المواطنين لشغلهم، وعدم تمكنهم من إيجاك فرص أخرى للعمل، باستثناء الشارع الذي تحول إلى مكان يبحثون فيه عن دراهم معدودة تضمن لهم شراء ما يسدون به رمقهم كل يوم.
كبار وشبان واطفال صغار، كلهم لجأوا إلى الشارع لضمان “طرف الخبز”، وهو زاد من تأزيم الوضع بمدينة مراكش التي تئن تحت وطأة تصنيف لم يرحمها طيلة الاشهر الماضية ولم يمكنها من استعادة عافيتها رغم التراجع الكبير الذي تم تسجيله في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد حسب الإحصائيات التي تمدنا بها وزارة الصحة مساء كل يوم. ليبقى السؤال المطروح إلى متى ستبقى مراكش تئن ومعظم سكانها عاجزين عن توفير لقمة عيشهم؟، أسيبقى الوضع على هذا النحو إلى أن يخرج جل المراكشيين للتسول أو اللجوء إلى أشياء أخرى لضمان العيش، كالسرقة، وبالتالي المساهمة في انحراف المجتمع المراكشي نحو عالم الإجرام، لأن الجوع أشد فتكا من أي وباء وقد يدفع إلى ارتكاب ما هو افضع.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...