وجهت آمنة ماء العينين، القيادية في حزب العدالة والتنمية، رسالة إلى عموم السياسيين الحقيقيين في مغرب اليوم، خاصة إلى زملائها في حزب العدالة والتنمية، الذي قالت أنه يعيش في نقاشات دائمة ومرهقة خلال هذه الفترة.
وجاء في الرسالة التي نشرتها على حسابها الشخصي في “فيسبوك”: “يتعب السياسي المناضل ويشعر بالإرهاق والمرارة وحتى بالإحباط، هذا الشعور حق إنساني مادام السياسي الصادق إنسانا قبل كل شيء. حينما يحدث ذلك عليه أن يستريح لا أن يغادر”. وأردفت “المحارب الحقيقي لا يغادر ساحة المعركة وجيشه يشعر بالهزيمة أو يصورون له الهزيمة.”
وإن كنت أستعير قاموس الحرب، تضيف ماء العينين، “فإنني أدرك أن السياسة ساحة تواصل وتأطير وفكر وإقناع، وبذلك فالممارس فيها معرض للخطأ، وعليه تحمل تبعات ذلك وتجاوزها”.
واعتبرت القيادية في “البيجيدي” أن هذا الأخير يعيش مخاضا صعبا، والنقاش بداخله لا يتوقف، معترفة أن الاختلاف بداخله أصبح عميقا يكاد يلامس جوهر فكرة التأسيس. واستطردت “شخصيا لا يخيفني ذلك وأعتبر أن استجماع عناصر التحليل، تمكن في فهم ما يجري دون طوباويات حالمة لم تخل منها حركات “الإسلام السياسي”.
وتابعت “لذلك يجب مجابهة الواقع بجرأة وصراحة بأدوات تحليل سياسي وتاريخي، أرجو أن تخلو من أداة التحليل الأخلاقية وأسوأ منها الأخلاقوية”.
وأكدت ماء العينين أن هذه المرة قيادة الحزب في حاجة إلى تغيير أسئلتها، مضيفة أنها بدل السؤال التقليدي “الإخواني”: “هل تطعنون في نوايا إخوانكم؟”، من المفيد طرح السؤال: “ما هي الأخطاء التي اتركبها إخوانكم؟”.
وأكملت في هذا الصدد قائلة: “لقد ارتكبنا جميعا أخطاء، نحتاج إلى الاعتراف بها واستيعابها لتجاوزها، لأن مشكلتنا منذ آخر مؤتمر وطني إلى اليوم هو مشكل اختلاف في التشخيص”، مضيفة “وما دمنا لم نوحد عناصر التشخيص ومرجعيات التقييم، فسيصعب علينا تجاوز الأزمة الحالية، وسنستمر في إنكار الواقع والتخلي عن أولئك الذين يذكروننا به لأنهم يصرون على إخراجنا من مناطق الراحة إلى حرقة السؤال وقلق التفكير، حينها سيكون مصير حزب العدالة والتنمية هو نفسه مصير من سبقه من بعض الأحزاب المعروف تاريخها وواقعها”.
وأضافت “نحن نقاوم لكي لا يفقد المغرب حزبا وطنيا كبيرا كما فقد أحزابا قبله، فخسرت السياسة وخسر الوطن”، مشيرة إلى أنها دعوة لكل المهتمين بالسياسة من خارج الحزب للمساهمة في هذا النقاش، مادام يخص حزبا مغربيا هو في النهاية من المغاربة وإليهم، مردفة: “فنحن ننصت للمنصفين ولو كانوا مختلفين مع الحزب أو مستائين من أدائه أو يشعرون بخيبة الأمل تجاهه، هذا أمر متفهم”.
وبعد أن طرحت سؤالا حول مدى إمكانية النجاح في إنقاذ الحزب، أكدت ماء العينين أن الأمر يتعلق بسؤال صعب والإجابة عنه متعددة داخل الحزب، بين تفاؤل كبير وتشاؤم مطلق، وبين من يعتبر أن الفرصة لا تزال قائمة وبين من يعتبر أن الأوان فات، مضيفة “لا يمكن استسهال الجواب ولا استسهال الوضع، ومن قرأ تاريخ الأحزاب السياسية وتاريخ المخزن، سيدرك تعقيد السؤال”.
وفي الختام، قالت آمنة ماء العينين: “شخصيا أؤمن أن الأوان لم يفت بعد، وأن الحزب يملك كل المقومات، إن أحسن تدبيرها لتحقيق انبعاث جديد. ما يجب الاتفاق عليه هو رؤيتنا للتغيير ثم قيادة التغيير منهجيا وبشريا، ومن الضروري أن نأخذ الوقت اللازم وأن لا نجري ما يجب من المراجعات تحت الضغط”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...