مع تصعيده للفريق الأول لنادي الرجاء الرياضي، موسم 2015/2016، عقدت الجماهير الرجاوية آمالا عريضة على محمود بنحليب اللاعب الشاب المهاري الذي رأت فيه خلفا لأسماء كبيرة من مدرسة النادي الأخضر، كتبت اسمها بأحرف من ذهب في التاريخ.
وعاد ملف “بنحليب” بقوة للواجهة هذه الأيام، بعد الخروج الإعلامي الأخير لشقيق محمود بنحليب، الذي أكد فيه أن لاعب الرجاء يمر من أزمة نفسية “حادة” بعد الانتقادات اللاذعة التي طالته من جماهير النادي الأخضر عقب تخلفه عن رحلة الفريق صوب تنزانيا وضربه عرض الحائط قرار المدرب التونسي لسعد الشابي، قبل أن يضيف: “محمود منغلق على نفسه ولم أنجح في الاتصال به منذ يومين، هاتفه مغلق”.
وعلمت “الأنباء” من مصادر خاصة، أن الربان الجديد ل “القلعة الخضراء” أبلغ الرئيس رشيد الأندلسي “أنه لا مكان لبنحليب في تداريب الفريق الأول”، مؤكدا أنه لا تساهل مع عدم الانضباط والتمرد على قرارات الإدارة والطاقم الفني وأن كل من لا يقدر التشريف الذي يمثله حمل قميص ناد من قيمة الرجاء، لا مكان له في المجموعة.
فكيف للاعب في ال25 له من الموهبة والملكة الكروية الشيء الكثير، أن يرمي بنفسه في غياهب “التمرد” و “عدم الانضباط” ؟
المشاكل الانضباطية للمهاجم الرجاوي لم تكن وليدة اليوم في عهد المدرب التونسي لسعد الشابي، بل تكررت مع كل المدربين الذين سبقوه، فالتأخر عن التداريب والدخول في مشاكل مع الطاقم وبعدها الإدارة والتخلف عن الرحلات بالإضافة لعدم تقبل الجلوس في “الدكة” كلها سلوكات تكررت خلال العهد التدريبي للفرنسي باتريس كارتيرون والإسباني خوان كارلوس جاريدو وصولا لجمال السلامي، الذي قرر أنذاك إبعاد بنحليب عن المجموعة الرجاوية بشكل نهائي ومطالبة إدارة “الزيات” ببيع عقده، مع إلحاقه بفريق الأمل إلى أجل غير مسمى.
ولم يشارك اللاعب الموسم الماضي إلا في مباريات قليلة، بعد القطع في الرباط الصليبي الذي تعرض له في مباراة نهضة بركان ضمن منافسات البطولة الاحترافية، ليجري عملية بعدها بمركز “أسبيطار” في العاصمة القطرية الدوحة متبوعا ببرنامج تأهيلي قبل العودة للميادين. بينما يعد موسم 2018/2019 أحد أكثر مواسمه مشاركة رفقة الكتيبة الخضراء إذ لعب “ابن درب السلطان” 23 مقابلة ومسجلا 4 أهداف.
ولأن الإعداد النفسي يحضى بأهمية بالغة في عالم كرة القدم وذلك لما له من دور فعال في التأثير على أداء اللاعبين بشكل إيجابي، خاصة إذا كان اللاعب يمر من أزمة نفسية ذاتية تؤثر على سلوكاته داخل أسوار ناديه ومردوده، كما هو شأن بنحليب، فإن التواصل والإعداد النفسي الصحيح يساعد اللاعب على تجاوز حالته السلبية إلى إيجابية فيخرج اللاعب بذلك مستوى أفضل بدنيا ومهاريا وخططيا على رقعة الملعب، كما ينمي الجانب الأخلاقي من شخصية اللاعب من أجل تهذيبها وخلق شعور الزمالة والتعاون مع الآخرين.
وتبدو أرقام بنحليب هذا الموسم جد متواضعة، حيث لم يدخل رسميا سوى في 33% من مباريات ناديه، كما لم يساهم إلا في 16% من الأهداف المسجلة، في موسم قد يكون الأخير له داخل أسوار نادي الرجاء الرياضي، بعدما تصاعدت مطالب الجماهير برحيله وتغيير الأجواء، في وقت كانت قبل فترة قصيرة هي المدافع الأول عنه ضد القرارات التأديبية للإدارة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...