تابعونا على:
شريط الأخبار
ترويج الكوكايين يورط نجل وزوجة مستشار جماعي بني ملال.. ارتفاع حجم الاستثمارات التي نالت موافقة اللجنة الجهوية بنسبة 15٪ حسنية أكادير يتجاوز الكوكب المراكشي ويتأهل إلى ثمن نهائي كأس العرش بعد قرار وزير النقل.. “نارسا” تستعد لمنح فرصة ثانية للراسبين في امتحان “البيرمي” قبيل آذان المغرب.. غاز البوتان يرسل أسرة الى المستعجلات تكتل طبي يحذر من الإساءة للمهنة ويذكر بتضحيات الأطباء الحوار الاجتماعي..الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تحمل ملفا ثقيلا بعد واقعة مومو.. “الهاكا” تدعو إلى صون حق المواطن في مضامين إعلامية يقظة وآمنة شريط فيديو يقود أربعة أشخاص للاعتقال بسيدي قاسم إستقالة جماعية بالجمع العام للوداد الزلزال القضائي.. الحبس النافذ لمحامين وقضاة.. حموني يطالب بمراقبة وضبط أسعار بيع المواشي في السوق الوطنية بعد فشل بركة..هل ينجح ولد الرشيد في إعادة الهدوء لحزب الاستقلال؟ الفريق الاتحادي يدعو لافتحاص مشروع “غابات المغرب” الحكومة تصادق على إحداث المقاولات بطريقة إلكترونية الحكومة تبسط إجراءات تحويل الاستيداع لدى مصالح الجمارك بعد ضجة امتحان “البيرمي”.. وزير النقل يقر بحصول خلل تساقطات مطرية ورياح قوية مرتقبة من الجمعة إلى الأحد (نشرة إنذارية) نهضة بركان ضد أولمبيك أسفي..مباراة مهددة بالتأجيل الحكومة تعين هشام غازري مديرا للموارد البشرية بوزارة الخارجية

كتاب و رأي

كل فتاة بأبيها معجبة

28 أبريل 2021 - 15:34

عبد العالي بن مبارك بطل

كل فتاة بأبيها معجبة.. من المقولات المشهورة منذ عقود، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل هذا الإعجاب لازال قائما لغاية يومنا هذا، خصوصا في ضوء تكنولوجيا الانترنت وما نشاهده من سلبيات في بعض المواقع، ففتاة اليوم ترى في أبيها الرجل الذي يرفض كل تصرفاتها وحركاتها. فلا يرضى لها جلوسها أمام الهاتف أو الإنترنت، ولا يريد لها أن تصاحب الأصدقاء كيفما كان جنسهم، ولا يريد لها أن ترتدي هذا ولا ذاك، وربما يضغط عليها أو يضربها في بعض الأحيان لإجبارها على تغيير سلوكياتها الطائشة، وبالتالي فهي في نفس الوقت لا تريد لهذا الأب أن يعرف عنها شيئا في محيطها الداخلي، وربما أصبح جهد بعض الفتيات ينصب في إتقان إخفاء شخصياتهن الحقيقية عن آبائهن على وجه الخصوص! وبالتالي فتلك المقولة وذاك الإعجاب الطفولي قد يتلاشى مع تقدم العمر. بسبب هذه التكنولوجيات الدخيلة على مجتمعاتنا، والسؤال الهام وهو ما سبب تعلق وحب البنت لأبيها في مرحلة الطفولة، وكلما كبرت قلت تدريجيًّا مشاعر الإعجاب المفرط تجاه أبيها وبدأت في الاعتدال أو الاندثار؟ فقلة منا من يستطيع فهم والإجابة عن هذا السؤال.

فعلى الرغم من الشائعات التي تقول أن البنت تميل خلال مرحلة طفولتها لأبيها حيث تبادله مشاعر الحب والإعجاب والحنان بشكل أكبر من أمها، بينما يميل الولد إلى أمه ويتودد إليها عن أبيه. ولا يسري هذا الأمر في جميع الأسر، فهناك بعض الآباء يفضلون الأبناء الذكور على الإناث فما يؤثر على علاقتهم ببناتهم فيما بعد، أي أن هذا الأمر يكون مرتبطًا بطريقة تفكير الآباء والأجواء العائلية وطريقة التعامل مع الأبناء، وفي هذا المقال سنحول إبراز بعض الثغرات التي تحول دون إتمام تلك العلاقة الحميمية وذاك الإعجاب الطفولي للبنت اتجاه أبيها بنفس الحجم، إضافة للدور الذي قد تلعبه الفتاة اتجاه مساعدة أبيها في مساره الحياتي ورسالته التربوية، مع سردنا لأجمل قصة إعجاب وحب وقعت في التاريخ بين بنت وأبيها وهي القصة التي كانت تجمع سيد الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم بابنته فاطمة منذ طفولتها ولغاية وفاتهما، ليتسنى لنا من خلالها اخذ العبر والخروج بنتيجة مفادها أنه فعلا يمكن أن يظل الإعجاب والحب الطفولي اتجاه البنت لأبيها حتى نهايته دون التقليل والتقصير منه، أو الاعتماد فقط على العطف والإحسان كما نراه في معظم العلاقات الحالية، دون ذلك الحب والإعجاب الطفولي الذي كانت تكنه لأبيها في مرحلة طفولتها.

قد يرجح منا البعض أن سبب إعجاب وحب البنت وتعلقها بأبيها في مرحلة الطفولة راجع إلى ميل الأب في تدليل ابنته والموافقة على كل متطلباتها بحجة أنها طفلة صغيرة، بينما يفرض الشدة والحزم على الولد حتى يشب رجلاً قادرًا على تحمل المسؤولية في المستقبل. وفي المقابل، تمنح الأم طفلها الحب والحنان في محاولة للتخفيف عنه من شدة والده معه وتعويضه عن حنانه. فيزداد تعلق الولد بأمه والبنت بأبيها شيئًا فشيئا، ما قد يصيب الحياة الأسرية بشيء من الخلل في العلاقة بين الآباء والأبناء، لهذا وجب علينا إبراز دور تحاور الأب والأم في كيفية التوازن لتربية أبنائهم، مع تجنب إظهار أي خلافات خاصة أمامهم.

كما لا يصح أن نمنع الفتاة عند الكبر من مصارحة أبيها بالمشكلات التي تمر بها بحجة الحياء والحشمة المفرطة واقتصار ذلك على أمها فقط لدرجة أن الأب يكون بعيد عن العالم الأسري الذي حوله، فأي إنسان يستطيع أن يطرح مشاكله بطريقة لبقة، ولنا في القرآن الكريم أمثلة كثيرة جدًا تعلمنا اللباقة في هذا المجال، ويقول تعالي في قرآنه الكريم “يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ”.

وقدم الإناث على الذكور للمبالغة في التصحيح لثقافة كانت رائجة في المجتمعات والأعراف القديمة، وهي أن الإناث بلاء ونقمة، فليست هي من النعم المستحقة للحمد، لكن الإسلام جاء وأمر بإكرام البنت وهذا ليس عبتا بل لحكمة ربانية مفادها هو ما نلاحظه في أيامنا الحالية، بحيث نجد أن البنت هي من تكون سند الأب والأسرة عند الكبر مقارنة بالرجل إلا قليل من رحمه ربك، ومن مظاهر تكريم الإسلام كذلك للبنت قول النبي صلى الله عليه وسلم ” من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضم أصابعه”، وفي نظري لكي يظل ذاك الإعجاب وحب البنت لأبيها بذلك الكم حتى نهاية، يحتاج الأمر منا إلى فرض نوع من الانفتاح الأسري، كما يجب أن يتفهم الأب حدود سلطته ويفرق بين التودد والرفق واللين وبين الضعف والخور، ويفرق بين الحزم وبين الكبرياء والغرور والحياء والحشمة، وفي النهاية لابد من التحاور البناء والهادف في مصداقيته، فخير مثال لذلك التحاور الناجح، تلك العلاقة التي كانت تربط سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بابنته فاطمة منذ ولادتها ولغاية وفاتهما، ففاطمة أو ما يطلق عليها بفضل معظم العلماء مسمى الزهراء أو فاطمة الزهراء هي ابنة سيد الخلق وزوجة علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين وأم الحسن والحسين. والتي ولدت بعد مبعث الرسول بخمس سنين، ونشأت في بيت النبوة ومهبط الرسالة، وتمت تربيتها من أعظم المربين على سطح الأرض، أمها هي السيدة خديجة، فبعدما توفيت أمها وهي في السن الخامسة امتلأت نفسها حزنًا وألمًا على هذا الفراق، فكانت تلوذ بأبيها المصطفى الذي بات سلوتها الوحيدة، فوجدت عنده كل ما تحتاجه من العطف والحنان والحب رغم انشغالاته الكثيرة والثقيلة في تبليغ الرسالة الربانية، فكانت تصارحه بكل الأمور الداخلية والعائلية الدقيقة (كخصامها مع علي مثلا) لكي لا تجعل ستارا في علاقتها بابيها، حيث علمها الحب والرأفة والصبر والحزم، ووجد فيها الرسول أيضا ما فقده بموت أمه وزوجته خديجة وعمه، فكانت قرة عينه وسلوة أحزانه.حيث كانت في حنانها عليه واهتمامها به كالأم الحنون حتى قال عنها: “فاطمة أم أبيها”.

فكانت فاطمة تجمع بين حنان وصبر أمها، ورأفة ورحمة أبيها ، فصارت بفضل خصالها هي الدوحة المُظلة لأبيها، حيث ترافقه وتؤنسه وتخدمه وفي نفس الوقت كما كانت طبيبته الشخصية في بعض الغزوات كغزوة أحد، وكانت تضمه كأنها أمه المشفقة الوالهة والزوجة الحنون، وكان يبادلها بأكثر من ذلك، لذلك قال: ” فاطمة بضعة مني”. وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «ما رأيت أحدا من الناس كان أشبه بالنبي كلاما ولا حديثا ولا جلسة من فاطمة، وكان النبي إذا رآها قد أقبلت، رحب بها ثم قام إليها فقبلها ثم أخذ بيدها فجاء بها حتى يجلسها في مكانه، وكانت إذا أتاها النبي رحبت به ثم قامت إليه فقبلته.».تخيلوا معي هذا الإعجاب والحب الحقيقي.

وكان إذا رجع من سفرٍ أو غزوٍ، أول ما يفعل يدخل المسجد فيصلّي فيه ركعتين، ثمّ يذهب إلى بيت ابنته فاطمة – رضي الله عنها-، ممّا يدلّ على شدّة حبّه ومودّته لها، وإكرامه إيّاها، وعلى مكانتها ومنزلتها. وهذا هو سر الإعجاب الدائم الذي نتحدث عنه والذي يربط بينهما منذ الطفولة ولغاية نهاية مسار الحياة، ففي يوم من الأيام تعرضت السيدة فاطمة لأذى الكفار، مثلها مثل غيرها من مسلمي قريش، حيث شهدت العديد من مكائد الكفار واعتدائهم على رسول الله « فبينما كان رسول الله يصلي عند البيت، قام أبو جهل وأصحاب له جلوس، فأمر أن يقوم احدهم ويحمل سلا جزور” مشيمة الإبل ” فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم فأخذه، فلما سجد النبي وضعه بين كتفيه، فاستضحكوا من الفعل وجعل بعضهم يميل على بعض والنبي ساجد ما يرفع رأسه، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة بنت النبي ، فجاءت وهي صغيرة فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم، فلما قضى النبي من صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم، واستجاب الله لدعائه يوم بدر» ، وهي البنت كذلك التي خصها أبيها بالدعاء حيث دعا لها رسول الله فقال: «اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما» ،.

كما دعا لها ألا تجوع أبدًا، فما جاعت قط، وكان ذلك بعدما علم بظروف عيشها وضعف جسمها حيث كانت فاطمة مع زوجها دائما في فاقة من العيش، وكانت فاطمة تحب أباها حبًا جما ومعجبة به منذ ولادتها وكاتمة أسراره وتشفق عليه مما يلاقي من عناء وتعب في سبيل الله، وقد كان النبي “صلي الله عليه وسلم” يحب فاطمة حبا شديدًا، حيث قال: «فاطمة بضعة مني يؤذيني من أذاها» ، وقد أخبر النبي (صلي الله عليه وسلم) السيدة فاطمة بأنها أول أهل بيته لحوقا به، حيث مرضت بعد وفاة أبيها حزنا وكمدًا عليه. وتوفيت مباشرة بعده ببعض الأشهر.

هذا هو معنى الإعجاب والحب الطفولي الدائم الذي أحببت التحدث عنه، والذي تخللته قصة بنت الرسول فاطمة، وفي فضلها أحاديث عظيمة وكثيرة، لا يسمح المجال بعرضها، ويكفي أنها حظيت بتربية الرسول وتوجيهاته النبوية، وحبه وحنانه وعطفه وإعجابه، ثم دعواته التي سبقت الإشارة إليهما. إنها العلاقة المثلى بين الأب وابنته، علاقة المودة والحب والعطف والإعجاب، علاقة البشاشة والصفاء والوقار، هذا هو النموذج الراقي الذي شهده التاريخ للإعجاب والحب الطفولي الدائم الذي قال عنه الأولون كل فتاة بابيها معجبة. هذا ما يجب علينا أن نقتدي به وندرسه، حتى تظل تلك العلاقة والإعجاب والحب الطفولي بين الفتاة وأبيها سارية منذ الطفولة إلى آخر العمر دون انقطاع.

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

الحوار الاجتماعي..الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تحمل ملفا ثقيلا

للمزيد من التفاصيل...

حموني يطالب بمراقبة وضبط أسعار بيع المواشي في السوق الوطنية

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

رشوة، اختطاف، تسميم… رجل أعمال جزائري يحكي قصته مع ممارسات مافيوزية

للمزيد من التفاصيل...

صدمة في بريطانيا إثر إعلان إصابة الأميرة كايت بالسرطان

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

بني ملال.. ارتفاع حجم الاستثمارات التي نالت موافقة اللجنة الجهوية بنسبة 15٪

للمزيد من التفاصيل...

صوناسيد تقترح توزيع ربح بقيمة 21 درهم للسهم الواحد

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

ترويج الكوكايين يورط نجل وزوجة مستشار جماعي

للمزيد من التفاصيل...

بعد قرار وزير النقل.. “نارسا” تستعد لمنح فرصة ثانية للراسبين في امتحان “البيرمي”

للمزيد من التفاصيل...

قبيل آذان المغرب.. غاز البوتان يرسل أسرة الى المستعجلات

للمزيد من التفاصيل...

تكتل طبي يحذر من الإساءة للمهنة ويذكر بتضحيات الأطباء

للمزيد من التفاصيل...

الحوار الاجتماعي..الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تحمل ملفا ثقيلا

للمزيد من التفاصيل...

بعد واقعة مومو.. “الهاكا” تدعو إلى صون حق المواطن في مضامين إعلامية يقظة وآمنة

للمزيد من التفاصيل...

شريط فيديو يقود أربعة أشخاص للاعتقال بسيدي قاسم

للمزيد من التفاصيل...

إستقالة جماعية بالجمع العام للوداد

للمزيد من التفاصيل...