تابعونا على:
شريط الأخبار
“البام” يظفر بثلاثة مقاعد في بني ملال وأزيلال السلطات تطلق حملة للبحث عن القط الأنمر بطنجة..حيوان مهدد بالانقراض ابن كيران مهاجما أخنوش.. ليس له أي رؤية أو مواقف سياسية إطلاق النسخة الأولى من جوائز African CIO Awards على هامش معرض “جيتكس أفريقيا 2024” أخنوش: أنهينا بشكل كامل ملف ‘أساتذة التعاقد’‏ العربية للطيران تدشن طريقا جويا جديدا بين تطوان وبلباو إتحاد العاصمة يراسل الكاف لإعادة مباراة نهضة بركان الخنازير البرية تزرع الرعب بين ساكنة الخيام بمولاي إبراهيم تنسيق بين لجنتين بالكاف لمعاقبة إتحاد العاصمة أخنوش يكشف المشاريع المستقبلية لمواجهة أزمة الماء المركز المتوسطي للدراسات يسلط الضوء على ملف نهضة بركان محكمة الاستئناف تصدم مجلس هيئة المحامين بمراكش محامي الجيش يدافع عن الهبطي ضد الرجاء فضيحة: مستشفى بمراكش من دون مرحاض خاص بالموظفين.. الشرطة تضع حدا لنشاط لمروجي المخدرات بأكادير المجلس البلدي ينعش خزينة الحسنية بـ500 مليون قبل مواجهة الجيش رئيس الحكومة: الرؤية الملكية المتبصرة شكلت الدعامة المحورية لتكريس مقومات الدولة العصرية أخنوش: ما تحقق خلال نصف الولاية الحكومية فاق كل التوقعات حيوان مفترس يستنفر مصالح ولاية جهة طنجة رسميا: نهضة بركان يهزم اتحاد العاصمة الجزائري ب3 أهداف دون رد

مجتمع

رمضان بالحي البرتغالي.. عادات أصيلة وتقاليد عريقة

07 مايو 2021 - 15:15

على غرار باقي ساكنة قرى وحواضر المملكة، يحافظ أهالي عاصمة دكالة خلال شهر رمضان الأبرك، على عادات أصيلة وتقاليد عريقة، يحرصون أشد الحرص على التشبث بها، صونا لموروثهم الثقافي والشعبي المحلي.

 

بالحي البرتغالي أو القلعة البرتغالية، أو المدينة العتيقة أو الملاح (وكلها تسميات لمسمى واحد)، تبدو عادات وطقوس ساكنة هذا الحي التاريخي، الذي تحيط به أسوار سميكة من كل الجهات، متجذرة في الأصالة، بحكم عراقة هذا التجمع السكاني الذي تأسس مع بداية القرن السادس عشر ، ويرتاده الزوار والسياح من كل صوب وحدب ، بحكم احتضانه لدور ضيافة وبزارات تعرض نماذج عدة من المنتوجات التقليدية القديمة والحديثة .

طقوس رمضان بهذا بالحي التاريخي تختلف عن غيره من أحياء المدينة، بحكم تشبث أهاليه بالعديد من التقاليد القديمة ذات الصلة المتوارثة أبا عن جد. تقول الحاجة أمينة جبران وهي سيدة في الرابعة والثمانين من عمرها، إنها عاشت بالحي البرتغالي ولا زالت متمسكة بالإقامة به، رغم أن أفراد عائلتها، استقلوا عنها وفضلوا العيش في فضاءات أخرى .

وتابعت ” كنت ولا زلت أحضر لوازم رمضان بنفسي، ورغم تقدمي في السن، أحرص على ألا أقتني المأكولات من السوق، حيث تعينني ابنتي في تحضير الخبز بالقمح والشعير و”البغرير” والمسمن والبطبوط وغيرها من المأكولات التي اعتدنا عليها منذ أكثر من 60 سنة“.

وتضيف الحاجة أمينة، ” اعتدنا على تحضير أطباق سمك السردين بأشكال مختلفة، منها المقلي والمشوي والمطبوخ، كما نحرص على إعداد شربة الحريرة يوميا، مع إرفاقها بشرب البن المصنع محليا والذي نضيف إليه أعشاب طبيعية خاصة لتنسيمها “.

ومن خلال تجاذب أطراف الحديث مع الحاجة أمينة المنحدرة من منطقة أولاد افرج، يتبين أنها لا تزال تحافظ على طريقة الطهي التقليدية، تقول السيدة ذاتها مسترسلة ” في السابق لم تكن لدينا أسطوانات غاز وكنا نحرص على الطهي بواسطة الطاجين على الفحم، ونرسل طبق السمك ، للطهي في فرن الحي، الذي يعطيه نكهة خاصة“.

ورغم أن الحاجة أمينة، بدت سعيدة بالحديث عن طقوس ساكنة الحي خلال هذا الشهر الفضيل، إلا أنها في المقابل، أبدت امتعاضها من تفشي بعض العادات الدخيلة على أهل الحي في السنين الأخيرة، بعد تنامي ظاهرة اقتناء المأكولات الجاهزة من السوق، وهي برأيها ستسهم في اندثار عادات اهالي الحي المتوارثة منذ زمن.

وتتذكر الحاجة أمينة بفخر واعتزاز، وهي تستعرض أصناف الأطباق التي تتقن تحضيرها ومنها طبق السردين ب”المساخن” والسردين “كواري” وشريكات”، فضلا عن إعداد “البغرير”، حيث تستعمل “صفيحة زليج” وتقوم بدهنها بالصابون البلدي قبل تنظيفها وهي طريقة تساهم على حد قولها في جعل “البغرير” طازجا وسهل الهضم.

ولا تخلو أي مائدة لدى أهالي الحي من طبق السردين المشوي على الفحم والذي يزداد الإقبال عليه بشكل كبير في رمضان. كما يفضل كبار السن بعد أداء صلاة التراويح ، قبل كورونا ، السهر بالأزقة الضيقة لتبادل أطراف الحديث في أمور الدين والدنيا، سيما وأن بعض أبناء الحي، الذين يمارسون التجارة، أدخلوا تحسينات على محلاتهم وباتوا يستغلونها كمقاهي شعبية متخصصة في تقديم الشاي بالنعناع .

ويشتهر الحي البرتغالي باحتضانه لعدد كبير من الأسر الجديدية العريقة، التي لا زالت متشبثة بالعادات والتقاليد الغابرة ومنها صلة الرحم وتبادل الزيارات العائلية وتنظيم أمسيات رمضانية دينية وتقديم مساعدات إحسانية للمعوزين.

كما يحرص أبناء الحي ذاته كل شهر رمضان على تنظيم دوريات في كرة القدم، وتنظيم جلسات سهر ليلية بمحيط الأبراج ، مع الاستمتاع بشرب القهوة الساخنة الممزوجة بالأعشاب. كما يلجأ العديد منهم لتمضية الوقت، إلى ممارسة رياضة الغوص والسباحة من فوق الأسوار، والتردد على “المون” وهو الحاجز الإسمنتي الفاصل ما بين البحر والميناء بهدف السباحة وممارسة هواية الصيد بالقصبة.

قبل سنوات، قبيل تفشي جائحة كورونا، عرف الحي انتعاشة ثقافية وفنية بعد افتتاح قاعات للعروض، ومنها قاعة الشعيبية طلال، الفنانة التشكيلية المنحدرة من منطقة هشتوكة وقاعة عبد الكبير الخطيبي ومسرح الحي البرتغالي، الذي استقبل فرقا مسرحية وندوات فكرية اهتمت بذاكرة دكالة بشكل عام والحي بشكل خاص.

وفي هذا الصدد، يتذكر إبراهيم القلعي وهو من أبناء الحي البرتغالي ايضا، ذكرياته الجميلة متحدثا عن طفولته وارتباطها بشهر رمضان .. يقول “رغم أني غادرت الحي للعيش خارجه، فإنني أحرص على العودة إليه لأني أجد فيه ما أفتقده في غيره“.

ففي الحي ، يضيف ،” أحس أني وسط أصدقائي وأهلي، لأننا نشأنا كأسرة واحدة، كنا كإخوة نتعلم من بعضنا البعض ونتعاون في كل أمور الحياة. كما أن الحي لا زال يحتفظ بخصوصياته المرتبطة بشهر رمضان، فيكفي أنك بعد ولوجك إليه، تشم نكهات رمضان المختلفة المتمثلة في الحريرة وشي السردين والحلويات (الشباكية والمخرقة) والتمور والشريحة“.

وأردف قائلا، “رغم ان الحي شهد تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بسبب انتشار الأكشاك ومحلات تقديم المأكولات الخفيفة ودكاكين بيع مشتقات الحليب والملوي والحلويات إلا أن ساكنته مازالت متشبعة بموروثها الثقافي “.

في المقابل، يؤكد القلعي تنامي سلوكيات دخيلة على ساكنة الحي وهي تفشي مظاهر التبذير والاستهلاك المفرط خلال شهر رمضان، إذ حسب قوله، “لا تخلو حاويات القمامة والنفايات من أكوام كثيرة من المأكولات الضائعة، بخلاف ما مضى، حيث كانت ربات البيوت بالحي يحسن تدبير استهلاك أسرهن ويطبخن الأكل بقدر كاف ومعقول“.

ومهما يكن من أمر فإن شهر رمضان لدى ساكنة الحي البرتغالي، يبقى في كنهه الرمزي ايضا مناسبة لتلاقي الأهل والأحباب وإشاعة روح المودة والتأخي والتآزر والتعاضد، وتعزيز قيم التسامج والانفتاح على الآخر.

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

“البام” يظفر بثلاثة مقاعد في بني ملال وأزيلال

للمزيد من التفاصيل...

ابن كيران مهاجما أخنوش.. ليس له أي رؤية أو مواقف سياسية

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

الشرق الأوسط يدخل المجهول..بعد الضربة على إيران المنسوبة لإسرائيل (تحليل)

للمزيد من التفاصيل...

كيف ساعدت الولايات المتحدة في مواجهة هجوم إيران على إسرائيل؟

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

إطلاق النسخة الأولى من جوائز African CIO Awards على هامش معرض “جيتكس أفريقيا 2024”

للمزيد من التفاصيل...

العربية للطيران تدشن طريقا جويا جديدا بين تطوان وبلباو

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

“البام” يظفر بثلاثة مقاعد في بني ملال وأزيلال

للمزيد من التفاصيل...

السلطات تطلق حملة للبحث عن القط الأنمر بطنجة..حيوان مهدد بالانقراض

للمزيد من التفاصيل...

ابن كيران مهاجما أخنوش.. ليس له أي رؤية أو مواقف سياسية

للمزيد من التفاصيل...

أخنوش: أنهينا بشكل كامل ملف ‘أساتذة التعاقد’‏

للمزيد من التفاصيل...

إتحاد العاصمة يراسل الكاف لإعادة مباراة نهضة بركان

للمزيد من التفاصيل...

الخنازير البرية تزرع الرعب بين ساكنة الخيام بمولاي إبراهيم

للمزيد من التفاصيل...

تنسيق بين لجنتين بالكاف لمعاقبة إتحاد العاصمة

للمزيد من التفاصيل...

أخنوش يكشف المشاريع المستقبلية لمواجهة أزمة الماء

للمزيد من التفاصيل...