حدّت التصعيدات الأخيرة التي أبان عنها المغرب في وجه إسبانيا، بخصوص أزمة استقبال غالي، من حدة تصريحات المسؤولين الإسبان، حيث ابتلعوا ألسنتهم ولم يعودوا يكررون نفس التبريرات التي كانوا يتلفظون بها.
آخر ما يعكس هذا هو تصريحات وزيرة الخارجية لايا غونزاليس. إذ في آخر خروج إعلامي لها، قالت وكالة “أوروبا بريس” الإسبانية إنها تحدث بنبرة حذرة تجنبا للوقوع في تصريحات قد تزيد التوتر وتأزيم العلاقة بشكل أعمق مع المغرب، خاصة وأن العلاقات الثنائية بين البلدين تمر بأسوأ مراحلها.
وقالت الوزيرة إنها لا تريد حاليا التصريح بأي شيء قد يُساء فهمه ويتم التشكيك في رغبة إسبانيا في استئناف العلاقات مع المملكة المغربية، بحسب تعبيرها.
وفي نظرها، فإن المرحلة الحالية ستتسم بالتحفظ بشأن العمل على حلحلة الأزمة مع الرباط.
الوزيرة لم تعلق على تدبير المغرب لعملية مرحبا 2021، إذ قالت إن الأوضاع الوبائية في العالم ليست جيدة بما يكفي، وأن إسبانيا بدورها لم تفتح بعد حدودها مع كل بلدان العالم، في وقت يُدبر المغرب العملية بشكل عادي عبر موانئ فرنسا والبرتغال وإيطاليا بعدما استغنى عن موانئ إسبانيا.
ويأتي هذا التراجع في التصريحات بعدما كانت إسبانيا قد لجأت إلى البرلمان الأوروبي لإصدار قرار يعادي المغرب بشأن الهجرة، قبل أن ينعكس عليها الأمر وتحصد مقاطعة عدد كبير من البرلمانيين للتصويت.
كان أن الإعلام الإسباني كان أكثر حماسة من اللازم وهو يتحدث عن قمة بين بيدرو سانشيز والرئيس الأمريكي جو بادين، تتحدث عن المغرب وعن سحب الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية، قبل أن يصطدم بما يعكس حجم المسؤولين الإسبان في المنتظم الدولي، بعدما انتهت توقعاتهم بدردشة قصيرة في أروقة مقر البرلمان الأوروبي في بروكسيل لم تدم إلا أقل من نصف دقيقة.