وجه الملك محمد السادس، خطابا ساميا للشعب المغربي بمناسبة الذكرى 22 لتربعه على عرش أسلافه الميامين، مساء أول أمس السبت.
وتساءل الكثيرون عما قصده الملك بـ”الجسم الدخيل الذي لا مكان له بيننا” ليطلقوا عنانهم للتحليلات ووضع احتمالات حول من يكون هذا الجسم الدخيل المقصود يا ترى؟، ورجح الكثيرون أن يكون المقصود إسبانيا أو فرنسا، وهي تحليلات خاطئة ومجانبة للصواب حسبما أوضح المحلل السياسي ومدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية محمد بنحمو.
وأكد بنحمو في تصريح خص به موقع “الأنباء تيفي”، على أن المقصود بـ”الجسم الدخيل” هو جبهة البوليساريو التي تم زرعها كنبتة سامة أثرت بشكل كبير على أرضية وشجرة المغرب الكبير، مششدا على أن آثار هذه النبتة السامة كانت سلبية، ذلك لأنها سممت تربة المغرب العربي ونخرت الشجرة التي تحيي وتقوي المغرب الكبير.
وأوضح بنحمو بأن البوليساريو منتوج هجين ومشوه بأبوية متعددة، كانت لإسبانيا اليد في زرع فكرته واحتضانه روحيا، واحتضنته الجزائر ترابيا، وكذا ليبيا في عهد القذافي بتمويله وتسليحه، مشددا على أن الجبهة انتقلت منذ نشأتها بين العديد من الأحضان وظلت تقتات من ثدي العديد من الأطراف لتستمر مسيرتها على طول هاته العقود، إلا أن الجزائر هي من أصبحت الأم الحاضنة لها بشكل كبير اليوم.
وزاد بنحمو: “إذا البوليساريو هو منتوج بدون نسب تسعى كل الأطراف إلى استغلاله وتوظيفه ولا يمكن بأية حال أن ننفي مسؤولية الجزائر الكبرى في دعمه، إلا أنه لا يمكن أيضا نفي مسؤولية أطراف أخرى..”.
ويرى بنحمو بأن الخطاب الملكي تضمن رسائل عديدة وإشارات تعبر عن الإرادة السياسة القوية الفعلية والحقيقة للمغرب في بناء علاقات طبيعية مع الجزائر، وهذا يبرز بأن طموح الملك وحلمه مغاربيين، وأنه يرمي إلى بناء اتحاد مغاربي وذلك ما عبر عنه بصراحة وبقوة، كما أعرب المحلل السياسي عن أمله في أن يلاقي النداء صدى عند القادة بالجزائر، وإلا سيكون من الضروري أن يتحملوا المسؤولية الأخلاقية والسياسية في استمرار هذا الوضع وما سيترتب عنه من آثار وتداعيات.