واشارت الأمم المتحدة، في بيان لها امس السبت، أن وضع رؤية جديدة للمستقبل لكل طفلة يعني إطلاق العنان لإمكاناتها أينما كانت، حتى تتمكن من بناء مستقبلها عبر تعليم ذي جودة، وخدمات صحية أساسية لائقة، وخدمات حماية فعالة، وآليات ناجعة للمشاركة والتمكين.
وأوضح البيان أن الجهود التي يبذلها المغرب من أجل جميع الأطفال، الذين يعيشون على أراضيه، جديرة بالثناء، حيث يتم إحراز تقدم ملحوظ سنة تلو أخرى، مشيرا إلى أنه من الممكن تعزيز هذا التقدم إذا تم التغلب على الرهانات القائمة في مجال المناصفة والمساواة.
وأكد نفس المصدر أن التحديات لا تزال قائمة، وتعتمد طموحات المغرب على إعمال حقوق كل طفلة، موضحا أن النسبة الصافية للتسجيل في الجذع المشترك، السنة الأولى من التعليم الثانوي، لا تتعدى 11,2 في المائة لدى الفتيات في الوسط القروي، علما أن الفتيات يشكلن 76 في المائة من فئة الشباب التي تفتقر للتعليم والتكوين والعمل.
واضاف البيان أنه فيما يتعلق بزواج الفتيات، فإن 31,5 في المائة من النساء المتزوجات أو المطلقات أو الأرامل كن ضحايا للزواج المبكر قبل سن الثامنة عشرة، 41 في المائة منهن في الوسط القروي و26,3 في المائة في الوسط الحضري 27,8 في المائة ضمن الشابات دون سن الخامسة والثلاثين و26,9 في المائة ممن تتراوح أعمارهن بين 35 و59 سنة.
من جهة أخرى، أكدت المنظومة الأممية أن جائحة (كوفيد-19) وانعكاساتها الجانبية فاقمت الهشاشة بأشكالها المتعددة لدى العديد منهن، ولا سيما الفتيات في وضعية هشة، ومن بينهن الفتيات ذوات الإعاقة، والمولودات خارج إطار الزواج، واللائي يعشن في مناطق نائية، وغير ذلك.
ولفت البيان إلى أنه بحرمان الفتيات من حقهن في تعليم و/أو تكوين ذي جودة والحماية المطلوبة، لن يكون باستطاعتهن تطوير إمكاناتهن بشكل كامل، وبالتالي المساهمة في تنمية مجتمعهن.
وتابع أن وضع رؤية جديدة للمستقبل لكل طفلة يعني توفير فرص حقيقية لتكريس طموح النموذج التنموي الجديد بالمغرب: “في سنة 2035، حيث ان المغرب بلد ديمقراطي، و كل شخص قادر تماما على تولي زمام مستقبله وتحرير طاقاته والعيش بكرامة داخل مجتمع منفتح ومتنوع وعادل ومنصف. إنه بلد يخلق القيمة، وينمي إمكاناته بطريقة مستدامة ومشتركة ومسؤولة. وانطلاقا من التقدم الهام الذي أحرزه على المستوى الوطني، يرسخ المغرب نفسه باعتباره قوة إقليمية نموذجية في طليعة التحديات الكبرى التي تواجه العالم”.
إجراءات عاجلة وأشار البيان إلى أن هذا الطموح الشجاع لا يمكن أن يتحقق بالكامل إلا إذا استفاد المغرب من مساهمة كل فتاة، داعيا إلى اتخاذ وتنفيذ إجراءات عاجلة، وبلورتها من منظور متكامل لمواجهة التحديات القائمة، على الخصوص، في مجالات التعليم والحماية والصحة.
كما دعت منظومة الأمم المتحدة للتنمية بالمغرب إلى اعتماد رؤية ومقاربة متكاملتين تجمعان بين التزامات مختلف المتدخلين مع دعم ومواكبة البرنامج الحكومي لوضع إعمال حقوق الفتيات ضمن الأولويات التي من شأنها تحديد نجاح الأهداف الأخرى.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...