أعلنت شركة طيران الإمارات الخميس أنها تسلمت آخر طائرة “ايه380” من إنتاج إيرباص ما يمثل نهاية مرحلة لمجموعة صناعة الطيران الأوروبية التي شكل هذا الطراز من الطائرات فشلا تجاريا لها.
وقالت الشركة وهي أكبر مستخدم لهذا الطراز من الطائرات العملاقة في العالم، في بيان إنها تسلمت الطائرة ال123 من طراز إيه380 في اسطولها. وكانت مجموعة “إيرباص” التي صنعت ما مجموعه 251 طائرة من هذا الطراز منذ العام 2000 أعلنت التوقف عن انتاجها في 2019.
وقال رئيس مجلس إدارة “إيرباص” غيوم فوري في بيان “باسم كل فرق إيرباص أود استغلال فرصة هذا التسليم لأشكر شركة طيران الإمارات بحرارة على ثقتها وشراكتها الطويلة”.
من جهتها، قالت شركة طيران الإمارات أن “تسلم طائرة جديدة في أجواء لا تزال مطبوعة بالجائحة، يشهد على تفاؤل طيران الإمارات التي هي على قناعة بانتعاش القطاع وعودة الطلب على السفر”. وأشارت إلى أنها كانت اول شركة تتقدم بطلبية لشراء طائرات من طراز إيه380 في العام 2000.
وقال السير تيم كلارك رئيس طيران الإمارات “تحظى طائرة إيه 380 بمكانة خاصة من نواح عد ة. فقد منحتنا في طيران الإمارات الفرصة لإعادة تعريف تجربة السفر، وخدمة الطلب بكفاءة في المطارات ذات الطاقة المحدودة، وتعزيز نمو شبكتنا. وسوف تبقى طائرة إيه 380 المنتج الرئيسي لنا وركيزة أساسية لخطط شبكتنا في السنوات المقبلة”.
ويبلغ باع جناحي هذه الطائرة من طابقين 79,8 مترا وهي أكبر طائرة تجارية في العالم وقادرة على استيعاب 853 مسافرا.
لكنها لم تحقق على الصعيد التجاري الهدف الأساسي لشركة “إيرباص” التي قدرت حجم سوق الطائرات التي تزيد قدرتها الاستيعابية عن 500 مقعد، ب1300 طائرة على عشرين عاما، على أن تستحوذ على 50 % منها.
وكانت شركة “سنغابور إيرلاينز” أول من ادرج طائرة من هذا الطراز إلى اسطولها العام 2007.
وكانت الشركة الأوروبية المصنعة للطائرات التي صممت هذه الطائرة بمحرك عملاق رباعي النفاثات لتكون قادرة على نقل 545 راكبا لمسافة تزيد عن 15 ألف كيلومتر، لتخلف طائرة 747 الشهيرة من منافستها الأميركية بوينغ. لكنها قررت في فبراير 2019 وقف إنتاج هذا الطراز من الطائرات ما إن تلبي كل الطلبيات.
وكان ذلك قبل أن تتسبب أزمة كوفيد-19 بتعطيل قطاع السفر وبالتالي توقف الطائرات الكبرى عن العمل.
وكانت بعض الشركات توقفت عن استخدام طائرات “إيرباص إيه 380” بسبب كوفيد والبعض الآخر كان قد توقف عن تسييرها من قبل الأزمة الصحية مثل شركة “إير فرانس”.
من جهة ثانية، ما زال إنتاج طائرات بوينغ 747 التي تستخدم حاليا في نسخة مخصصة للشحن، مستمرا بعد 51 عاما من وضعها في الخدمة رغم إعلان شركة بوينغ أن الطراز رقم 1573 والنهائي منها سيغادر مصانعها في العام 2022.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، اتبعت إيرباص وبوينغ استراتيجيتين مختلفتين لمستقبل الطيران التجاري للمسافات الطويلة.
وفيما فضلت الشركة الأوروبية نهج “المركز” (هاب) أي أن يكون هناك رحلات بين مطارين كبيرين تسبقها او تليها رحلات مترابطة، قد رت الشركة المنافسة أن الزبائن يفضلون الرحلات الجوية المباشرة.
ومن هذا المفهوم، ولدت طائرة بوينغ 787 التي تستطيع القيام برحلات طويلة وتتسع ل330 مقعدا. وحذت حذوها إيرباص مع طائرة إيه 350 الأكبر قليلا والتي دخلت الخدمة العام 2015، بنجاح.
وأوضح برتران مولي-إيغرو المتخصص في القطاع في شركة “أرتشيري كونسالتينغ” لوكالة فرانس برس “وجدت شركات الطيران طائرة إيه 380 رائعة من حيث تجربة الركاب لكنها معق دة من الناحية التشغيلية لأنه من الصعب ملؤها”.
باختصار “كان لطائرة إيه 380 بحكم الامر الواقع سوق محدودة جدا، وقد تسبب كوفيد في توقفها” وفق الخبير.
ورأت شركة صناعة الطيران الأوروبية أن “شركات الطيران ستستمر في استغلال طائرات إيه380 مدة تزيد عن عشرين عاما”.
من ناحية أخرى، بدأت شركات تواصل استخدام هذا الطراز تسييرها مجددا وذلك بفضل استئناف حركة الملاحة في الأشهر الأخيرة، خصوصا شركة الطيران القطرية و”بريتيش إيروايز”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...