كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ناشطا وحاضرا بقوة في بداية جائحة كوفيد-19، وبعد عامين يبدو انه خارج اللعبة وعاجزا أمام الحرب الروسية في أوكرانيا.
يؤكد مسؤول كبير في الأمم المتحدة طلب عدم ذكر اسمه “انه منزعج جدا”. وقد لزم الصمت مع الانتشار العسكري الروسي الكثيف عند أبواب أوكرانيا، وكان لا يزال رئيس الوزراء البرتغالي السابق “مقتنعا” قبل وقت قصير من الغزو بأن الأسوأ لن يحدث.
وأضاف المسؤول نفسه أن غوتيريش الذي يحتفل في 30 أبريل بعيد ميلاده ال73 والذي كان أصلا “متشائما جدا” في نهاية 2021 بشأن مستقبل العالم، أصبح اليوم أكثر تشاؤما مع “حرب عبثية” في قلب القارة الأوروبية التي ينحدر منها.
ويقول سفير طلب عدم الكشف عن هويته ان “غوتيريش شديد التأثر بما يحصل. إنه كابوس بالنسبة له”.
وبحسب عدد من الدبلوماسيين فإن المسؤول الذي سمح “للأمم المتحدة بالاستمرار خلال السنوات الأربع من حكم ترامب” وكذلك خلال الجائحة، سارع إلى إدانة انتهاك روسيا لميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر “استخدام القوة (…) ضد وحدة أراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة “(المادة 2).
وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته، إن “دول البلطيق وأوكرانيا ترى أن عليه التحدث بلهجة أكثر حزما ووضوحا”.
بفضل حجته القانونية خلال “تصويت تاريخي” في الثاني من مارس، دانت 141 دولة من أصل 193 دولة روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولدى خروجه من قاعة المجلس تعثر غوتيريش وسقط دون أن يتأذى، وكأن ما حدث دليل على صعوبات لا يمكن تخطيها.
والعقبة الرئيسية هي الرفض القاطع لبوتين لأي اتصال مع الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا. كان بوتين على بعد أمتار من غوتيريش في بكين خلال حفل افتتاح الأولمبياد لكن المسؤولين لم يتحادثا لسبب غير معروف.
وقال السفير نفسه ان “بوتين غير مسرور” لرد فعله بشأن غزو اوكرانيا.
بعد انقطاع الاتصالات مع موسكو، يلزم غوتيريش الصمت مجددا حتى وان كلفه الأمر التعرض للانتقاد. وصرح أحد المقربين من غوتيريش “فلنأمل بقوة” أن يساهم حدث خارجي في وقف الحرب …
وقال برتران بادي أستاذ العلاقات الدولية في باريس ساخرا “ماذا لو استيقظ أمين عام الأمم المتحدة قبل انتهاء الفيلم؟”. وأضاف المؤرخ ستيفن شليزنغر في نيويورك في مقال نشر في موقع Passblue المتخصص في شؤون الأمم المتحدة “أين غوتيريش؟”. وقال بأسف “حتى الآن لم يحرز أي تقدم لوقف الحرب”.
هل ينوي التوجه إلى أوكرانيا في حين تحادث مرة واحدة فقط منذ الغزو في 24 فبراير مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي؟.
ورد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قائلا “ان نظام الأمم المتحدة بمجمله والأمانة العامة والاشخاص التابعين لها هم في الخط الأول”. واوضح أن غوتيريش “ركز على الدبلوماسية” و”المساعدة الانسانية” و”عواقب هذه الازمة” على العالم.
وقال المسؤول الكبير ان غوتيريش “ليس شخصا ايمائيا”، مشددا على صعوبة تفاعل أمين عام الأمم المتحدة في نزاع بين القوتين العسكريتين الرئيسيتين، روسيا والولايات المتحدة.
وقال سفير “عندما سيكون من الضروري إعادة فتح قنوات الحوار وإيجاد حل سيتمكن الأمين العام من لعب دور الوسيط”. كما أن لديه الفرصة منذ الآن في إعادة تعريف النظام العالمي.
وقال أشيش برادان من مجموعة الأزمات الدولية إنه بعد الحرب “سيواجه النظام العالمي – وخاصة الأمم المتحدة – أسئلة جدية حول ما إذا كان سيظل مناسب ا للغاية التي اسس من أجلها”.
وعلى حد قوله، فإن “التداعيات على مجلس الأمن على سبيل المثال قد تكون خطيرة للغاية” إذا استمر المأزق القائم فيه.
وفي خطاب ألقاه في 10 مارس، اقر غوتيريش بأن الحرب في أوكرانيا تعيد العالم “إلى الوعد التأسيسي لميثاق الأمم المتحدة: حماية الأجيال الصاعدة من ويلات الحرب”.
وحذر من أن “هناك الكثير من العمل يجب القيام به لتحسين الحوكمة العالمية” و”إذا لم نتحرك فقد يرغم أولادنا أو ربما أولادهم على إعادة بناء النظام العالمي غداة كارثة”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...