كن صادقا مع نفسك والناس قولا وفعلا ولا تكن متناقضا بين قول جميل وفعل لا يليق بك، فمن جمال الحياة وروعتها أن يتوافق كلام الشخص مع فعله..! هناك قصة ألهمتني أحببت مشاركتكم إياها، وهي أنه في يوم من الأيام رأى الأصمعي امرأة جميلة المظهر فاشتغل قلبه بها فقال لها كُلِّي بكُلِّك مشغول ، فقالت : إن كان كُلُّك بكلي مشغولاً .. فكُلِّي لكلك مبذول ، لكن لي أخت لو رأيت حسنها وجمالها لم تذكرْ حسني وجمالي ، فرد عليها دون تفكير : أين هي ؟ فإجابته إنها وراءك ، فالتفتُّ ورائه ، فلطمته لطمةً ، وقالت : يا كذاب ! لو كنت تصدق فيما تقول لم تلتفت إلى غيري ! فهل سبق وأن دار في ذهن أحد منا سؤال من بين الأسئلة التالية، وهي: كيف سيكون العالم لو كان كل فرد منا صادقا مع نفسه ومع الآخرين من حوله ؟ ما الأثر والعلامة الايجابية التي ستتركهما فيه؟ وهل تذكر احد منا كذبته الأولى؟ وهل كرر الكذب بعدها؟ وما مستوى شعورنا بالذنب في بداية الكذب وعند تكراره؟ وهل ينحسر شعورنا بالذنب والكذب كلما استمرينا فيه؟ وما مقياس جبهتنا الأمامية في الدماغ (lateral prefrontal cortex) كما في قولنا (السنطيحة) لأنها هي الجزء المسئول عن الكذب وسلوكيات الشخص؟
كلها أسئلة في الحقيقة تعد صريحة ووجيهة لدرجة أن الكثير منا يرغب في تجنبها أو حتى عدم التفكير والتكلم عنها. وحقيقة أنه باجتناب طرحها وبكل صراحة ووضوح قد يؤدي بنا للسماح لقيم ثانوية بغيضة بأن تختطف وتدخل في عقولنا وتسيطر على طموحاتنا ورغباتنا الجامحة، لذا أري أن الكذب مهارة يتقنها الفرد مع مرور الوقت وليس صفة موروثة، وهي نتيجة لرغبة في الحصول على متعة ما أو الخوف من فقدان بعض المكتسبات، بأي طريقة. كما يمكنها أن تسبب في عدم قبول المجتمع للفرد الكاذب وغير الصادق، و المشكلة أن عدم الصدق قد يتحول مع الوقت إلى أسلوب حياة، لذا فالسبب الوحيد للتخلص من هذه الصفة و لكي نحس بالراحة هو أن نفهم وأن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين بدون لغة الماكياج أو ما يطلق عليه “كذبة بيضاء” بحجة الحفاظ على العلاقة او المنصب ، كما يجب علينا أن نتحلى ونختار القيم التي تمتد إلى ما بعد زمننا، قيم بسيطة قانعة صادقة مع أنفسنا ومع الآخرين، تمكننا من التحكم فيها ولم لا تغيير الفكرة التي أقرها أفلاطون حيث اعتبر أن الكذب في السياسة ليس بالأمر الجديد وإقراره بميزة الكذب باعتبار بعض الأكاذيب “نبيلة”.
ورغم أن العالم بدون أكاذيب سيتعرض لهزات ضخمة قد تؤثر على علاقاته الدولية،. على الرغم من أننا متأكدين من أننا سنواصل خداع الآخرين بشكل أو بآخر وإن اختلفت الطريقة، إذ لا سبيل للحياة دون كذب” لكن أرى وأقول يجب أن نتحلى ونعتاد ونعلم أنفسنا على الصدق في جميع أمورنا الشخصية والعملية كيفما كان نوعها وبساطتها حتى ربما يستطيع أبناؤنا وأجيالنا القادم الاعتياد عليه وبكل بساطة وسهولة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
بالتوفيق اخي العزيز مقال رائع
للمزيد من التفاصيل...