دعا محمد بنعليلو، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، إلى “الانخراط الدائم والثابت” في معركة التصدي للفساد بإفريقيا، معتبرا أن الظاهرة لا تمس فقط نجاعة المؤسسات، بل تهدر الحقوق وتنتهك كرامة الأفراد، وتضرب في العمق أسس العدالة و التنمية.
وجاءت تصريحات بنعليلو بمناسبة تخليد اليوم الإفريقي لمكافحة الفساد، الذي يصادف 11 يوليوز من كل سنة، ويُخلّد هذه السنة الذكرى الـ22 لاعتماد اتفاقية الاتحاد الإفريقي لمنع الفساد ومكافحته.
وأوضح بنعليلو، أن الفساد في القارة الإفريقية لا يمكن معالجته فقط بمقاربات قانونية أو تقنية، بل يجب التعامل معه كمعركة شاملة ذات أبعاد إنسانية، تهدف إلى تعزيز القيم الكونية وصون الكرامة الإنسانية، وشدد على أن الفئات الهشة والضعيفة تكون أولى ضحايا الفساد، مما يحتم الانتقال من الإجراءات الشكلية إلى رؤية شمولية تجعل من الإنسان جوهر كل السياسات والإصلاحات.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن شعار هذه السنة: “تعزيز الكرامة الإنسانية في مكافحة الفساد”، ليس مجرد شعار رمزي أو مناسباتي، بل يعكس لحظة وعي جماعي في إفريقيا، ويدعو إلى توجيه كل الجهود نحو بناء مجتمعات قائمة على الشفافية، والمسؤولية، والعدالة الاجتماعية، وأكد أن المغرب يجدد، من خلال هذه المناسبة، التزامه بتقوية التعاون الإفريقي والدولي لمواجهة هذه الظاهرة.
كما أبرز بنعليلو أن المغرب بادر في الفترة الأخيرة إلى طرح مقترحات داخل مجلس حقوق الإنسان بجنيف، تؤكد على الترابط الوثيق بين محاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، واعتبر أن صون الكرامة لا يتحقق إلا عبر احترام الحقوق، وحماية الحريات، ومواجهة الفساد بكل وضوح ومن دون تمييز.
وختم بنعليلو بالتأكيد على أن محاربة الفساد ليست فقط مسؤولية مؤسساتية، بل هي أيضا معركة ضمير وبناء ثقة، تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، من أجل ضمان الحق في مؤسسات نزيهة وتنمية عادلة تعود بالنفع على الجميع، مشددا على أن كل تقدم في هذا المسار هو في جوهره انتصار للكرامة الإنسانية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...