أكد المحلل السياسي محمد بلعربي أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء أمس السبت ، إلى الأمة ، بمناسبة عيد العرش المجيد ، ” حافل بالأفعال “، لدرجة أنه يشكل لحظة تقرير مرحلي وإطلاق مبادرات مستقبلية مع رسم لمسارها.
وأبرز السيد بلعربي ، الأستاذ الباحث بجامعة القاضي عياض بمراكش ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن السياقات هذه السنة خاصة جدا، حيث هي مطبوعة بتداعيات أزمة الوباء وتحولات البيئة الدولية التي لا تزال تؤثر على الاقتصاد الوطني والعالمي.
وقال إنه من خلال التذكير بضرورة مزج روح المبادرة بالمرونة لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، يكون الخطاب الملكي حافلا بالأفعال، حيث هدف ، في مثل هذه الظروف ، إلى ترسيخ الاستقرار الاجتماعي، وتحسين وضعية المرأة والأسرة، وتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني.
وحسب الأكاديمي،فإنه يمكن تلخيص ثلاثة محاور مهمة للخطاب الملكي، فقد دعا جلالته ، أولا ، إلى تفعيل المؤسسات الدستورية المعنية بحقوق الأسرة والمرأة، وطالب بتحيين الآليات والتشريعات الوطنية المكرسة لتعزيز هذه الحقوق، إذ أن التجربة أبرزت ، بالفعل ، بعض المعوقات التي تحول دون استكمال الإصلاح الذي بادرت إليه مدونة الأسرة لبلوغ الأهداف المرجوة.
وأشار إلى أن الخطاب الملكي تناول بعد ذلك الآثار الضارة لأزمة (كوفيد -19) التي طالت كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، مع استحضاره الجهود الوطنية والتدبير المتناسق خلال فترة تفشي الوباء، لاسيما نجاح حملة التلقيح والدعم المادي المباشر للأسر المعوزة.
كما تطرق جلالة الملك لمشروع الحماية الاجتماعية وتفعيل السجل الاجتماعي الموحد الذي سيكون بمثابة الآلية الرئيسية لمنح أي دعم فعال، داعيا جلالته إلى تضافر الجهود للدفع بالاقتصاد الوطني.
وأبرز المحلل السياسي أن الجزء الأخير من الخطاب الملكي كان مخصصا للعلاقات مع الجزائر. وقال إنه مع استمرار جلالة الملك في مد اليد إلى الجار الشرقي يكون قد ضاعف المقترحات للعمل مع الرئاسة الجزائرية بهدف تطبيع العلاقات بين الشعبين الشقيقين.
وخلص إلى أنه بتطلعها نحو المستقبل ، تحت القيادة الملكية ، تكون المملكة قد قدمت نفسها كقاطرة لابتكار متجدد للعلاقات المغربية الجزائرية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...