قال عثمان عيشوش الباحث في العلاقات الدولية والترافع الدبلوماسي في تصريح هاتفي لموقع الأنباء تيفي، أن “من أهم فوائد هذا القرار هو اختراق بيت القارة اللاتينية أحد أهم المعاقل التاريخية للإنفصاليين”، مشيرا إلى “أن أغلب دول المنطقة، عقب ذلك، ستبدأ تباعا في سحب اعترافها بجمهورية الوهم، وكذا دعم مقترح الحكم الذاتي المغرب الى افتتاح قنصلية بالأقاليم الجنوبية و بالتالي إقفال بشكل كلي آخر معقل للبوليساريو وخلفها الجزائر خارج القارة الأفريقية”.
وبحسب المتحدث، فإن “دول أمريكا اللاتينية كانت في السابق أغلبها تابعة للمعسكر الشرقي، وكما نعلم فهذا الأخير، كان يتحرك في القضايا السياسة جملة واحدة. وبما أن الجزائر كانت تابعة لهذا المعسكر، فجل الدول الإشتراكية حذت حذوها في الإعتراف بجمهورية الوهم، وفي الحقيقة كان الأمر العادي هو أن تكون هذه الأخيرة ضد وحدة المغرب الترابية”.
وأضاف، “ما يحدث الآن من تغيير لمواقفها بين سَحب الإعتراف ودعم الحكم الذاتي وافتتاح القنصليات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، لهو اختراق قامت به الدبلوماسية المغربية، بدأ بإتحاد دول الأنديز غرب القارة اللاتينية، بحيث قام هذا الاتحاد سابقا بإختيار مدينة العيون لعقد جلسته العامة وباعتبار البيرو دولة فاعلة في هذه المجموعة، قامت بالسير على نفس النهج، عن طريق سحب اعترافها بجمهورية الوهم واتخاذ طريق أكثر واقعية، بدعم المغرب في مقترح الحكم الذاتي”.
وتابع، “هذا نتاج المجهودات التي قام بها المغرب كعضو ملاحظ في برلمان مجموعة دول الأنديز، التي تتواجد بها كل من البيرو، الإكوادور، كولومبيا، فينزويلا وبوليفيا. ولا عجب اذا رأينا هذه الدول في المستقبل القريب تحذو حذو البيرو في دعم مغربية الصحراء، عن طريق دعم مقترح الحكم الذاتي، إذ لم يكن اختراق المغرب لهذه المجموعة هو نجاحه الوحيد فحسب، بل إن أحد أكبر الاختراقات الدبلوماسية في أمريكا اللاتينية، هي إنتزاع المغرب لإعتراف جماعي من قبل مجموعة دول شرق الكاريبي، وافتتاح قنصلية لهذه الأخيرة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، كما فتحت كل من هايتي و سورينام قنصليات لها بشكل منفرد”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...