المحكمة تلغي قرار سحب جائزة كتاب المغرب من طرف وزير الثقافة

قررت المحكمة الإدارية بالرباط، اليوم الثلاثاء، إلغاء قرار المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، بسحب جائزة كتاب المغرب، التي فاز بها 10 أدباء مغاربة مناصفة في خمسة أصناف، وهو القرار الذي خلف جدلا واسعا في قانونية الإجراء، وأيضا في المس بكرامة الأدباء المغاربة.

وقضت شعبة القضاء الشامل والإلغاء بالمحكمة الإدارية بإلغاء القرار المطعون فيه، مع ترتيب الآثار القانونية على ذلك، وأداء المدعى عليها لفائدة المدعي تعويضا عن الضرر المعنوي قدره درهم واحد، وهو الملف الذي تقدم به 9 كتاب مغاربة من أصل 10 فائزين، حيث كان المفروض حصولهم على مبالغ مالية مقدرة في 120 ألف درهم، وهو موضوع الخلاف مع الوزارة التي قررت سحب الجائزة، بدل مناقشة الإشكال والعمل على حله بتقريب وجهات النظر.

وأفاد المحامي أحمد بوخاري، أن المحكمة الإدارية أنصفت الكتاب المغاربة بعد تأكيدها أحقيتهم في الحصول على الجائزة التي سبق وأعلنتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل لفائدتهم بقرار من اللجنة العلمية التي ترأسها الكاتب والأكاديمي عبد العالي الودغيري.

وأضاف المحامي بوخاري في اتصال مع موقع “الأنباء تيفي” أن الأمر يتعلق بقرار قضائي يقضي بقبول الطعن الذي تقدم به 9 كتاب مغاربة من أصل 10 فائزين، وبالتالي إلغاء القرار الذي اتخذته الوزارة قبل أشهر بسحب الجائزة، مشيرا إلى أن الأمر عاد لنصابه الطبيعي.

وتعود فصول النازلة إلى إعلان المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، عن 10 فائزين من كتاب المغرب في خمسة أصناف، حيث استفاد من الجائزة شخصان مناصفة في كل جائزة، غير أن تقدم الفائزين من الأدباء المغاربة بطلب للوزارة بتمكينهم من القيمة المالية كل على حدة وليس مناصفة بين اثنين، أغضب الوزير بنسعيد، وأمر بسحب الجائزة، وهو ما دفعهم إلى اللجوء إلى القضاء الذي أنصفهم في النازلة.

وكانت الوزارة، قد أعلنت منح الجائزة البالغة قيمتها 120 ألف درهم مناصفة بين 10 كتاب مغاربة في 5 أصناف، حيث فاز بجائزة الشعر محمد علي الرباوي عن مجموعته “رياحين الألم”، وللشاعر رشيد المومني عن ديوانه “من أي شيء”، بينما عادت جائزة العلوم الإنسانية لبوبكر بوهادي عن كتابه “المغرب والحرب الأهلية الإسبانية 1936-1939″، وليحيى اليحياوي عن كتاب “بيئة المعطيات الرقمية”.

وحصل على جائزة العلوم الاجتماعية يحيى بن الوليد عن كتابه “أين هم المثقفون العرب؟ سياقات وتجليات”، وإدريس مقبول عن كتابه “الإنسان والعمران واللسان، رسالة في تدهور الأنساق في المدينة العربية”، فيما عادت جائزة الترجمة لأحمد بوحسن عن كتاب “مغامرات ابن بطوطة: الرحالة المسلم في القرن الرابع عشر الميلادي”، ولمحمد الجرطي عن كتاب “نهاية الحداثة اليهودية: تاريخ انعطاف محافظ”، لتؤول جائزة الإبداع الأدبي الأمازيغي إلى حسن أوبراهيم أموري عن روايته “تيتبيرين تيحرضاض” (الحمامات العاريات)، والطيب أمكرود عن ديوانه “أروكال” (جمر تحت الرماد).