غش وتسول... دراسة ترصد تدهور السلوك في المجتمع المغربي

كشف استطلاع رأي حديث أجراه المركز المغربي للمواطنة عن واقع مقلق للسلوك المدني في الفضاءات العمومية بالمغرب، مشيرا إلى تدهور واضح في منظومة القيم المشتركة، وتنامي ظواهر تمس بصورة الحياة اليومية وتضعف الإحساس بالانتماء.
وشملت الدراسة، التي أنجزت عبر استبيان إلكتروني مفتوح، عيّنة مكونة من 1173 مشاركا من مختلف جهات المملكة، وخلصت إلى أن اللامبالاة بالقوانين، تدني النظافة، الغش التجاري، والمضايقات في الشارع، تشكل أبرز صور السلوكيات غير المدنية التي يعاني منها الفضاء العام.

سلوكيات منفلتة

أظهرت النتائج أن غالبية المشاركين غير راضين عن المناخ العام في الفضاءات العمومية، خاصة ما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية والسلوكيات الفردية.

واعتبر 52% من المشاركين أن التعامل مع النساء في الفضاء العام يفتقر إلى اللياقة، بينما أبدى 47% قلقهم من ضعف احترام حقوق الفئات الهشة.

كما عبّر 73% عن استيائهم من تدني مستوى النظافة، ما يعكس بحسب التقرير تراجعا في الالتزام بالقيم المشتركة والسلوكيات الحضارية.

أما في ما يخص احترام النظام والانضباط، فقد سجل الاستطلاع أن61% من المشاركين غير راضين عن مدى احترام قوانين السير، و60% عن الالتزام بالمواعيد، في حين أبدى 55% امتعاضهم من سلوك المواطنين داخل وسائل النقل العمومي.

غش.. احتلال.. تسوّل

الاستطلاع سلّط الضوء على تنامي سلوكيات أخرى مثيرة للقلق، حيث اعتبر 83.1% من المستجوبين أن الغش في المعاملات التجارية بات شائعًا، فيما أشار 87.7% إلى تفشي مضايقات حراس السيارات في الشوارع.

كما عبّر 93.2% عن قناعتهم بأن احتلال الملك العمومي أصبح ظاهرة عامة، بينما رأى 92.2% أن التسوّل واستغلال الأطفال في الشوارع بلغ مستويات مقلقة.

وفي السياق ذاته، أشار 84.4% إلى أن انتشار أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية في الشوارع بات ملموسا، واعتبر 85.8% أن الحيوانات الضالة أصبحت جزءا من المشهد اليومي.