أشاد جيوفروي جينيري، الرئيس الشرفي لدائرة “غولوا” البلجيكية، بمسار المغرب التنموي تحت قيادة الملك محمد السادس، معتبرا أن المملكة نجحت في تحقيق تحولات عميقة، مع الحفاظ على تعددية هويتها الثقافية.
و بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالة الملك على العرش، أشار جينيري إلى أن المغرب يشكل اليوم “بلدا حيويا يتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل، بفضل رؤية ملكية متوازنة تزاوج بين التحديث والخصوصية الثقافية، وتمنحه القدرة على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، دون التفريط في مقوماته الجوهرية، مثل الهوية، والاستقرار، والمرونة المؤسسية”.
وأبرز جينيري أن التجربة المغربية تتجلى في عدة جوانب، أهمها: تعزيز البنية الديمقراطية من خلال دستور 2011 الذي رسخ الحريات وحقوق الإنسان، توطيد الاستقرار السياسي في بيئة إقليمية متقلبة، وإطلاق مشاريع استراتيجية مكنت من تنويع الاقتصاد، ما كرس موقع المغرب كقوة دبلوماسية صاعدة.
وسلط المحامي البلجيكي الضوء على النموذج المغربي للدولة الاجتماعية، واصفا إياه بالنهج المتكامل الذي يربط بين التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية. وأوضح أن هذا التوجه يضع المواطن في صلب السياسات العمومية، خاصة من خلال ورش تعميم الحماية الاجتماعية، الذي وصفه بـ”المبادرة الريادية القادرة على تقليص الفجوات في الولوج إلى الخدمات الصحية، وتعزيز كرامة المواطنين”.
كما نوه بقدرة المغرب على التعامل مع الأزمات، مشيرا إلى فعالية تدبيره الاستباقي لجائحة كوفيد-19، وكفاءته في مواجهة تداعيات زلزال الحوز، إضافة إلى تفاعله الذكي مع الوضع الدولي الراهن.
وفي سياق آخر، ثمن جينيري إصلاح مدونة الأسرة، واصفا إياه بأنه “خطوة تقدمية تعزز المساواة بين الجنسين، وتعكس نضج المجتمع المغربي وقدرته على التطور في إطار من التوازن بين الحداثة والثوابت الروحية”.
وشدد على أن النهج الملكي جعل من المغرب نموذجا حضاريا فريدا، قادر على الربط بين الحضارات والقارات، مضيفا أن هذا الدور كحلقة وصل يكتسي أهمية متزايدة في عالم تطغى عليه التوترات والانقسامات.
وأكد أن المملكة، بتاريخها الغني وتعدديتها الثقافية، عرفت كيف تحافظ على سياسة خارجية معتدلة ومبنية على عدم التدخل وتشجيع الحوار، مما عزز تموقعها كشريك موثوق في الساحة الدولية.
وختم جينيري حديثه بالقول إن “المغرب، بما يتوفر عليه من استقرار، وعمق إفريقي، ورؤية للتنمية المتكاملة، ومصداقية دبلوماسية، يمثل شريكا مثاليا لبناء فضاء أورو-متوسطي قائم على الأمن، والازدهار، والقيم المشتركة”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232