أكد الباحث في العلوم السياسية، حسن بلوان، في تصريح لـموقع “الأنباء تيفي”، أن الخطاب الملكي السامي أمام البرلمان يعد لحظة خاصة يخاطب فيها جلالة الملك الأمة عبر ممثليها، وهو بذلك يختلف عن خطبه الموجهة مباشرة إلى الشعب والتي تستهل عادة بعبارة “شعبي العزيز”.
وأوضح بلوان، أن خطاب اليوم تميز بغنى الرموز والدلالات والرسائل، حيث خرج آلاف المواطنين من مختلف الفئات العمرية لاستقبال جلالة الملك، مجددين التعبير عن الترابط الدائم بين العرش والشعب في كل المنعطفات التاريخية.
وأشار إلى أن لغة الخطاب حملت طمأنة واضحة للمغاربة الذين انتظروا افتتاح السنة التشريعية الخامسة من الولاية البرلمانية الحادية عشرة، وهو ما يعكس قرب الملك من هموم الوطن والمواطنين وتجسيده لروح “الملكية المواطنة”.
وأضاف، أن الخطاب بعث برسالة هادئة تؤكد استمرارية المؤسسات الدستورية في أداء مهامها، رغم أنها في سنتها الأخيرة، انسجاما مع المقتضيات الدستورية واحتراما للمسلسل الديمقراطي ومواعيده الانتخابية، مع التأكيد على أن المحاسبة الحقيقية تظل عبر صناديق الاقتراع.
كما شدد بلوان على أن الملك، بعد إشادته بالعمل البرلماني، وجه نقدا أبويا للبرلمان والأحزاب السياسية، داعيا إياها للتحلي بروح المسؤولية والجدية، والقيام بدورها في تأطير المواطنين، مؤكدا أن الانتقاد لا يجب أن يحجب ما تحقق من إنجازات وتراكمات.
ولفت إلى أن الملك خص بالخطاب جميع فئات الشعب، وبالأخص الشباب، باعتبارهم فاعلا أساسيا في بناء “المغرب الصاعد” والاستفادة من الفرص التنموية التي توفرها المشاريع الكبرى والبرامج الاقتصادية.
كما أبرز، أن الدعوة الملكية شملت ضرورة القيام بإصلاحات جذرية في قطاعي التعليم والصحة، باعتبارهما من أبرز انتظارات المواطنين، إلى جانب التركيز على العدالة الاجتماعية التي لا يمكن أن تتحقق إلا في إطار عدالة مجالية تمنح البوادي والمراكز القروية موقعاً محورياً.
وختم بلوان تصريحه بالقول، بأن “المغرب الصاعد” يمثل رؤية ملكية طموحة وأفقا استراتيجيا يتحقق بمنجزات الدبلوماسية في الدفاع عن الوحدة الترابية، كما يتجسد من خلال الأوراش الكبرى والجيل الجديد من المشاريع التنموية التي أطلقها جلالة الملك في خطبه الأخيرة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
الاسم
البريد الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
التعليق *
للمزيد من التفاصيل...
body.postid-1152232