تابعونا على:
شريط الأخبار
السفير الصيني: شراكة متنامية بين المغرب والصين في مجالات استراتيجية سلطات العيون تحبط محاولة للهجرة السرية حارس سيمبا ضمن اهتمامات الرجاء أكادير.. التحايل على سائحتين ينتهي بإيقاف سائق طاكسي نجم غلاسكو يخضع للعلاج بمركز المعمورة قيادة البام: يجب أن نحارب “اللوبيات” وأصحاب المصالح معاناة المغاربة المعتقلين في الجزائر تثير القلق وحقوقيون يدقون ناقوس الخطر الوداد ينهزم وديا أمام بورتو البرتغالي مربو التعليم الأولي يحتجون في الرباط العلمي: قوة الأغلبية الحكومية تُربك صفوف المعارضة حسنية أكادير يحافظ على بقائه في القسم الأول بعد تغلبه على رجاء بني ملال الكوكب المراكشي يكشف مداخل الولوج لملعب الحارثي بعد عودته للمكتب السياسي للبام.. المهاجري يؤكد تمسكه بحرية التعبير العين الإماراتي يعلن تعاقده رسميا مع يحيى بنخالق أخنوش: بداية من 2029 سيتخرج من كلية الطب في كلميم 100 طبيب في السنة حجز 67 رأسا من الأغنام بالمدخل الشرقي لمراكش أخنوش: حكومة المعقول تستمع للمواطنين وتواصل إنجاز المشاريع نجم الوداد يهزم الرجاء بالنزاعات البام: القضية الفلسطينية لا يجب أن تكون موضوعاً للمتاجرة السياسية بنسعيد: “حكومة المونديال” مشروع تنموي يتجاوز الحسابات الانتخابية

مجتمع

زاوية "تناغملت" إرث أصيل يتهدده الخراب

04 يونيو 2021 - 22:30

 

تعتبر زاوية “تناغملت” بجماعة آيت تاكلا (إقليم أزيلال)، نموذجا أصيلا للتراث العمراني الجبلي التقليدي بالمغرب، الذي يتطلب إعادة تثمينه ورد الاعتبار إليه، بهدف تعزيز مساهمته في التنمية السياحية والثقافية المحلية.

 

فعلى بعد ثمانية كيلومترات من شلالات أزود الشهيرة، وبين هضاب وجبال عالية وشلالات منسابة وسواق وعيون عذبة رقراقة تخترق المجال، تنتصب زاوية “تانغملت” ، التي شيدت في القرن السابع عشر الميلادي على يد الإدريسي النسب أبو عمران موسى بن يعقوب البوكمازي (نسبة لآيت بوكماز بإقليم أزيلال)، وانتظمت حولها قرية جبلية ذات طبيعية خلابة، وخصوصية عمرانية متميزة، بشكل بناياتها وبيوتاتها الطينية التقليدية المتراصة والمتداخلة ، المترامية من أسفل الهضبة إلى أعلى الجبل بشكل متلاصق، المغطاة بسقوف قصبية وخشبية، وجدران مكونة من مزيج من التراب والتبن والجير ، ومبلطة بقليل من الإسمنت.

 

وتتوفر هذه القرية على مخزون مهم من الموارد المائية التي تعتمد عليها ساكنة المنطقة في أنشطتها اليومية المعتادة من شرب وري لبساتينها ومزارعها الفلاحية الصغيرة، وأشجارها المثمرة خاصة الرمان والتين والزيتون ، الموجودة بكثافة في هذه المنطقة الجبلية.

 

واشتهرت هذه القرية بحمامها البلدي التقليدي العتيق المشيد منذ قرون، تشرف عليه الساكنة وفق أعراف قبلية تمتد لعشرات السنين، حيث تتناوب على العناية به وتسخينه كل يوم أسرة من تناغملت ، متيحة بذلك المجال أمام مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية للاستحمام فيه يوميا مجانا ، وبالتناوب بين النساء والرجال.

 

وعلى مدى عقود طويلة منذ تأسيسها اضطلعت زاوية تناغملت، التي كانت تضم مسجدا عتيقا مصنفا ضمن التراث الوطني وخزانة مزينة بكتب قيمة في مجال الفقه والتصوف والعلوم والفلسفة ، بأدوار دينية وعلمية وعمرانية وتربوية واجتماعية هامة، مكنت الساكنة من الاستقرار بهذه القرية ، وطلاب العلم القادمين من مختلف أنحاء المملكة من تلقي دروس وحصص في تلاوة وتجويد وحفظ القرآن الكريم والنهل من علومه ومعارفه.

 

ولطالما شهدت القرية أنشطة ثقافية وفنية واجتماعية واقتصادية ، حيث شكلت المواسم الصيفية والدينية مناسبة احتفالية للساكنة المحلية والقبائل المجاورة خاصة آيت عتاب وآيت بوكماز والنتيفة ، للقيام بزيارة للزاوية، محملة بمحاصيل زراعية ، ومرفوقة بفرقها الموسيقية المحلية من أحواش وعبيدات الرمى وعازفي الكمان و”الغيطة” وفرق موسيقية ترقص على إيقاعات البارود و”بوالجلود”، وشعراء أمازيغ متخصصين في المدح و الهجاء ، يجترحون لحظات انشراح ومرح وبهجة….

 

علاوة على ذلك كانت هذه الزيارات تشكل فرصة لتنشيط دورة اقتصادية محلية تسمح لنساء القرية بتسويق منتوجاتهن النسيجية من زرابي وأثواب محلية مصنوعة من الصوف، وتمكن الفلاحين بالمنطقة من عرض منتوجاتهم الفلاحية للزوار، مما كان يساهم في حركية اقتصادية تؤمن شروط الاستقرار الاجتماعي والإنساني.

 

غير أن حال هذه القرية اليوم أصبح يغني عن السؤال، حيث لم تعد تحتضن بين جنباتها سوى 600 نسمة، وتعاني من إكراهات متعددة، أبرزها هجرة ساكنتها المتواصلة، وتوقف الإشعاع الثقافي والاجتماعي والسياحي لزاويتها بسبب التصدعات الكبيرة والتشققات التي طالت جدرانها نتيجة الإهمال والخراب الذي بات يتهددها ، وشبح انهيار منازلها وبناياتها التقليدية المتراصة التي تميز تراثها العمراني، علاوة على عزلتها الجغرافية وهشاشة بنياتها التحتية، وصعوبة الولوج إلى القرية.

 

هذا الوضع تسبب في انحسار اقتصادي وثقافي وسياحي، اللهم من بعض الأنشطة الفلاحية المعاشية، والصناعة النسيجية (الزربية المحلية اعتمادا على مواد محلية)، وأنشطة جمعوية ذات بعد اجتماعي، لا تستقطب اهتمام أكثر من جمعيتين ، إحداهما تحمل اسم التعاونية الحرفية “إفسر” للنسيج ، تشكل الملاذ الوحيد للنساء بتانغملت للخروج من حالة التهميش، والسعي للاندماج الاجتماعي والاقتصادي، من خلال تسويق الزربية المحلية.

 

لكل هذه الأسباب يدق رئيس “جمعية تناغملت للتنمية المحلية” محمد هشام، في تصريح لقناة إم 24 التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، ناقوس الخطر ، داعيا إلى رد الاعتبار إلى هذه الزاوية التاريخية، من أجل أن تشكل من جديد “نقطة جذب” سياحي وثقافي ، ضمن رؤية تراعي خصوصيات التراث العمراني والاجتماعي الإنساني بالقرية..

 

وفي هذا الصدد، شدد السيد هشام على ضرورة إصلاح وترميم “زاوية تناغملت” ، وإعادة فتح مكتبتها وتوفير نسخ من الكتب التي كانت تضمها في السابق بهدف الاحتفاء بتراث وتاريخ المنطقة، وكذا تطوير البنيات التحتية لتسهيل عملية الولوج إليها، وهو ما من شأنه أن يعزز السياحة الثقافية والتضامنية ، ويطلق دينامية تنموية ورواجا اقتصاديا محليا وجهويا.

 

ومن جهته، أوضح محمد أولمير رئيس جماعة آيت تاكالا أن هذه الجماعة تتوفر على مواقع سياحية مهمة مثل شلالات أوزود وزاوية تناغملت، يتعين تأهيلها وتثمينها للمساهمة في تعزيز جهة بني ملال-خنيفرة كوجهة وقطب سياحي جهوي بامتياز.

 

لقد اضطلعت زاوية “تناغملت” ، بموقعها الطبيعي المميز وعمرانها الأمازيغي وتراثها الديني والثقافي العريق، بأدوار ثقافية ودينية واجتماعية واقتصادية محورية، ساهمت في تطور المنطقة ، وتأمين ظروف استقرار ساكنتها على مدى أربعة قرون، غير أن عوامل عديدة تحول دون اندراجها في الدورة التنموية المحلية والجهوية، وتهدد بخراب تراثها العمراني هذا، واندثار معالمها ، وهجرة واسعة لمن تبقى من قاطنيها الذي يستعيدون ذكريات ماضيها الجميل، وهم يتحسرون على واقع حالها، متهيبين من مآلها المنظور…

 

 

تابعوا آخر الأخبار من انباء تيفي على Google News

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سياسة

قيادة البام: يجب أن نحارب “اللوبيات” وأصحاب المصالح

للمزيد من التفاصيل...

العلمي: قوة الأغلبية الحكومية تُربك صفوف المعارضة

للمزيد من التفاصيل...

أخبار العالم

بن غفير بهدد بـالدخول بـ”كامل القوة” إلى غزة

للمزيد من التفاصيل...

القضاء الإسباني يسمح بالبقاء مؤقتا لشرطي مغربي تقدم بطلب اللجوء

للمزيد من التفاصيل...

مال و أعمال

“الفلاحي كاش” و”مجموعة القرض الفلاحي للمغرب” تتعاقدان مع “ريا لتحويل الأموال”

للمزيد من التفاصيل...

مجموعة العمران تستعرض مبادراتها وخدماتها الجديدة في النسخة الثامنة من “العمران إكسبو”

للمزيد من التفاصيل...

أخر المستجدات

السفير الصيني: شراكة متنامية بين المغرب والصين في مجالات استراتيجية

للمزيد من التفاصيل...

سلطات العيون تحبط محاولة للهجرة السرية

للمزيد من التفاصيل...

حارس سيمبا ضمن اهتمامات الرجاء

للمزيد من التفاصيل...

أكادير.. التحايل على سائحتين ينتهي بإيقاف سائق طاكسي

للمزيد من التفاصيل...

نجم غلاسكو يخضع للعلاج بمركز المعمورة

للمزيد من التفاصيل...

قيادة البام: يجب أن نحارب “اللوبيات” وأصحاب المصالح

للمزيد من التفاصيل...

معاناة المغاربة المعتقلين في الجزائر تثير القلق وحقوقيون يدقون ناقوس الخطر

للمزيد من التفاصيل...

الوداد ينهزم وديا أمام بورتو البرتغالي

للمزيد من التفاصيل...